أمثلة عن أصحاب الهمم ومراتبها
أمثلة عن أصحاب الهمم ومراتبها
يشير الكاتب إلى مثال عن علوِّ الهمة وصدقها في ابن العباس (رضي الله عنه)، وهو ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وكان بعد وفاة النبي الكريم يذهب ويسافر إلى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليتعلَّم منهم وليسمع منهم الأحاديث، وهو للعلم أهل لكنَّه لم يتكبَّر وإنما أراد أن ينهل منه، أما في عصرنا هذا وقد مسَّ أمَتنا الضعف فنجد أننا سواء كنا طلابًا للعلم أو حتى مُعلمين ودعاةً حريصين على دينهم قد مسَّنا فتور الهمة، بل إننا إذا جلسنا ساعة في يومنا لطلب علم أو ما شابه نظن أنفسَنا قد جئنا بما لم يأتِ به معظم الناس وأنه كفى بيومنا هذا الإنجاز، ومعظمنا يومُه أصبح مليئًا بالاعتذارات والشكاوى والحجج، فأي ارتقاءٍ بهذا يُريد الفرد لنفسه والمجتمع لأمته!
ويتطرَّق الكاتب إلى خطبة الأستاذ المودودي (رحمه الله)، والتي يقول فيها لقومه ألا يُنفقوا لمشاغلهم الشخصية ومصالحهم إلا أقل ما يمكن من أوقاتهم وجهودهم، وأن يجعلوا أكبر همِّهم هو ما اتخذوه لأنفسهم من الغاية الكبرى في هذه الحياة حتى يستطيعوا التحرُّك من سكونهم، والنهوض من سُباتهم، والرُّقي نحو العلا، وهذا الشيخ قد خصَّص حياته لأجل دعوة الناس إلى الحق بكل ما استطاع.
وللهمم مراتب مختلفة ومتفاوتة، أدناها الهمَّة التي لا تُحرِّك صاحبها حتى لقضاء حوائجه الأساسية الخاصة به، ويظلُّ في تأخيرٍ وتكاسل وحجج واعتذارات يملؤها الاعتماد على الناس بشكل كامل، تليها الهمَّة التي تجعل صاحبها ينهض لقضاء حوائجه الأساسية وعمله وفروضه ولكن باستصعاب، ثم الهمَّة التي تجعل صاحبها يودُّ الإضافة إلى مجرد أساسياته لكنه مُشوَّش، وفي الغالب لا يحقِّق ما يتطلَّع إليه، أما المرتبة الرابعة والكبرى فهي التي تتجاوز بصاحبها مكان الناس ونظرتهم حتى تستسهل المستحيل وتُحقِّق المُراد البعيد.
الفكرة من كتاب الهمة طريق إلى القمة
يعيش الإنسان أيامه بأقدارٍ كُتِبَت له، فيتمنى أشياء في حياته تشغل باله فيركض نحوها تارةً، ويملؤه التسويف تارةً أخرى، وإذا ركض انهمك كالآلة حتى ينسى أصله والغاية الكبرى من وجوده في هذه الحياة، ولكن ما الذي يحرِّكنا نحو أهدافنا حقًّا وكيف ننمِّيه ونجعله إيجابيًّا يأخذنا نحو القمة الحقيقية التي نكون بها إضافةً إلى أنفسنا وأمَّتنا وديننا؟ إنها الهمَّة.
مؤلف كتاب الهمة طريق إلى القمة
محمد حسن عقيل موسى الشريف، داعية إسلامي سعودي متخصِّص في علم القرآن والسنة، بالإضافة إلى كونه طيارًا مدنيًّا في الخطوط الجوية العربية السعودية، وأستاذًا جامعيًّا.
ومن أهم مؤلفاته: “أثر المرء في دنياه”، و”مقياس العمل المؤثر”، و”المرأة شؤون وشجون”، و”الأمن النفسي”، بالإضافة إلى عشرات المجلدات التاريخية والقرآنية والدعوية.