الأعداء الوجدانيون والإبداعيون والفكريون
الأعداء الوجدانيون والإبداعيون والفكريون
تُعد المشاعر الأنهارَ الجوفية التي تروي جذور العلاقات، فهي كالمياه يصعب الإمساك بها، وهذا كله ما يجعل الأعداء الوجدانيين خصومًا ممتعين؛ من هم؟ إلى أين ذهبوا؟
في حين تسهل ملاحظة الأعداء الماديين وتحديدهم، يصعب تحديد الأعداء الوجدانيين لأننا نتعامل مع علاقات خفية ودمار عاطفي ومشاعر المشوَّشة، وكل هذه الأمور غير مرئية لكنها جزء لا يتجزَّأ من الوجود الإنساني، وتجعله أكثر هشاشة.
ويتمثل الخصوم الوجدانيون في الإرهابيين أو الحكومات الأجنبية، ومن الممكن أن يكونوا أحباء، فقد يشكل الخصوم الوجدانيون تهديدًا للأشكال المحببة لدى النفس كالديار أو تفكيك العلاقات، ولذلك من الضروري تطوير سبل التآلف مع الانفعالات في الصراعات والتعرف عليها للسيطرة على القوة الداخلية.
إن لدى كل شخص إبداعه في ناحية ما، ويمثل إبداعنا شخصيتنا الفردية فهو طريقتنا المميزة في التحدث وتزيين المنزل وارتداء الملابس، ويمكن النظر إليه على كونه شخصية كل فرد وروحه، فيهدد الأعداء الإبداعيون قدرة الأفراد المميزة في التعبير عن أنفسهم، أو إسكاتهم بالكامل، ومن الضروري أن تدرك أنك عند الاشتباك مع هؤلاء الخصوم قد تزرع بذورًا لا تجني ثمارها الآن، لكن تجني ثمارها على مرور السنين.
أما الخصوم الفكريون فيهددون مفهوم الحق والواقع لدى الآخرين، فهم يثيرون الشك حول كل شيء، ويضعون الآخرين في صراع مع معتقداتهم في أغلب الأحيان. إن الخصوم الحقيقيين هم المفاهيم العقلية التي تكوَّنت، وعندما تشكِّل المعتقدات تهديدًا للكيان المترابط جدًّا، تصبح حينئذٍ خطرًا ماديًّا وفكريًّا، ولكنَّ هؤلاء الأعداء المفكرين سيجعلون من الخطط الجامحة حقيقة.
الفكرة من كتاب أسوأ عدو أفضل معلم
من العدو؟ العدو هو شخص يمارس أمورًا تجلب لنا المشكلات ويسعى إلى مقاصد ضد مصالحنا. ومن خلال هذا المفهوم الواسع نجد أن الكثيرين جدًّا أعداء لنا، الجار الذي يرفع صوت التلفاز، وأفراد العائلة الذين يطرحون علينا أسئلتهم المحرجة، وزملاء العمل الذين ينافسونا، وكذا الموت والمرض، كل هؤلاء أعداء يؤذوننا بأشكال مختلفة، ولا شك أن هذه الفكرة مخيفة ومرعبة، أن تشعر أنك محاط بالأعداء من كل جانب، لكن إذا تعاملت بذكاء وغيرت نظرتك إلى من حولك ستجد أنهم في ذات الوقت الذي يؤذونك فيه يمنحونك الفرصة ليتسع إدراكك وتتضح أولوياتك وتصبح أكثر سعادة.
يعيد الكتاب تعريف مصطلح العدو، ليتسع ويشمل الكثير من الأشخاص والأشياء، ولا يقتصر فقط على توضيح كيف نواجه هؤلاء الأعداء، بل يوضح أيضًا كيف نستفيد من وجودهم، وتحويل الصراع إلى فرصة والخصوم إلى معلمين، من أجل تحقيق السلام الداخلي.
مؤلف كتاب أسوأ عدو أفضل معلم
ديدري كومبس Deidre Combs: كاتبة واستشارية ومتحدثة وممارسة للتأمل. عملت أستاذًا في جامعة كولومبيا وجامعة ولاية مونتانا لتدريس القيادة بين الثقافات وحل النزاعات والتفكير النقدي.
تدرب المجموعات والأفراد على كيفية إيجاد مرونة في الخلاف، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها:
The way of conflict
Thriving through tough times