حدِّد مصادر التهديد
حدِّد مصادر التهديد
من الصعب التعرُّف على الخصوم، لأنه من الممكن أن يكون الخصوم الحقيقيون خفيين، وأيضًا كل صراع يجلب عقبات متعدِّدة ومن ثَمَّ خصوم متعدِّدين وإلقاء اللوم على جانب واحد فقط لتبسيط الموضوع، لكن المعرفة بالجوانب الأربعة التي قد يأتي التهديد من خلالها ستساعد على تقدير المخاطر المحسوسة، فكل فرد ينطوي على كيان مادي ووجداني وإبداعي وفكري، ويتكوَّن الوجود المحير والفريد الذي يمثل كل شخص من خلال جمعهما معًا.
فالأعداء الماديون يتمَّثلون في اللص الذي يقتحم المنازل، أو الفئران التي تعيش في قبو المنزل، أو الأشخاص الذين يمثِّلون تهديدًا لنظافة البيئة مثلًا من خلال تلويث الماء أو شراء كل الأراضي المتاحة، وفي بادئ الأمر يتطلَّب مواجهة هؤلاء الأعداء بالطرق العلمية قصيرة الأمد لحماية النفس أولًا، ولكن من الطبيعي تزايد أعداد اللصوص، والفئران المتربصة، لذلك فاستخدام الطرق المدمرة للتعامل مع الموقف سيعرِّض الجميع للخطر على المدى البعيد، ورغم هذا فمن المستحيل قياس الأنظمة المعقدة كالأشخاص والثلج.
وتوصَّل الدارسون إلى أنه من أجل فَهم الخصم يجب توجيه التركيز على الإيقاع والأنماط الفردية، على سبيل المثال: لا يتشابه إعصاران أبدًا، فكل إعصار لديه شخصية مميزة وحتى الخصوم البشريون لديهم العديد من الأنماط والإيقاعات، فالجميع كائنات غامضة ودائمة التغير، حتى الصخرة الساكنة تتحرَّك فيها إلكتروناتها وأيوناتها، لذلك من الضروري أخذ الاحتياطات عند محاولة فهم الخصوم، والبحث الدائم عن أنماط العدو، وسيؤدي ذلك إلى معرفة الخصوم على نحو أفضل، وتزداد فرص البقاء.
الفكرة من كتاب أسوأ عدو أفضل معلم
من العدو؟ العدو هو شخص يمارس أمورًا تجلب لنا المشكلات ويسعى إلى مقاصد ضد مصالحنا. ومن خلال هذا المفهوم الواسع نجد أن الكثيرين جدًّا أعداء لنا، الجار الذي يرفع صوت التلفاز، وأفراد العائلة الذين يطرحون علينا أسئلتهم المحرجة، وزملاء العمل الذين ينافسونا، وكذا الموت والمرض، كل هؤلاء أعداء يؤذوننا بأشكال مختلفة، ولا شك أن هذه الفكرة مخيفة ومرعبة، أن تشعر أنك محاط بالأعداء من كل جانب، لكن إذا تعاملت بذكاء وغيرت نظرتك إلى من حولك ستجد أنهم في ذات الوقت الذي يؤذونك فيه يمنحونك الفرصة ليتسع إدراكك وتتضح أولوياتك وتصبح أكثر سعادة.
يعيد الكتاب تعريف مصطلح العدو، ليتسع ويشمل الكثير من الأشخاص والأشياء، ولا يقتصر فقط على توضيح كيف نواجه هؤلاء الأعداء، بل يوضح أيضًا كيف نستفيد من وجودهم، وتحويل الصراع إلى فرصة والخصوم إلى معلمين، من أجل تحقيق السلام الداخلي.
مؤلف كتاب أسوأ عدو أفضل معلم
ديدري كومبس Deidre Combs: كاتبة واستشارية ومتحدثة وممارسة للتأمل. عملت أستاذًا في جامعة كولومبيا وجامعة ولاية مونتانا لتدريس القيادة بين الثقافات وحل النزاعات والتفكير النقدي.
تدرب المجموعات والأفراد على كيفية إيجاد مرونة في الخلاف، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها:
The way of conflict
Thriving through tough times