الذكاء الانفعالي
الذكاء الانفعالي
بداية لا يُقصد بالذكاء الانفعالي التصرُّف الطريف، ولكن الوقاية والانفتاح والتحلِّي بالشجاعة في مواجهة المشكلات بشكل مباشر والواقعية في التفاعل مع الآخرين، لذا فلا يعني الذكاء الانفعالي إطلاق العنان أو عدم المسؤولية، بل هو إدارة الانفعالات بحيث يتم التعبير عنها بصورة فعَّالة، وإحدى الأفكار الخاطئة عن الذكاء الانفعالي هي الاختلافات بين الجنسين في التعبير عن الانفعالات، فالنساء ليست أذكى من الرجال في الذكاء الانفعالي، وكذلك ليس الرجال أفضل من النساء فيه، فلكل منهما مواضع قوة ومواضع ضعف في هذه القدرات
فالنساء بوجه عام أكثر وعيًا بانفعالاتهن وأفضل في إقامة العلاقات مع الآخرين، في حين أن الرجال يتعاملون بصورة أفضل مع الجزع والضغوط، ومن المهم تذكُّر الاختلافات الفردية، ويختلف الذكاء الانفعالي عن معامل الذكاء العقلي في أننا لسنا محصورين فيما ولدنا به من مواهب، ولا يقتصر تطوُّره على مراحل محدَّدة في الحياة.
ويجد أصحاب الأعمال صعوبة في توظيف النوعية المناسبة من الموظفين؛ حيث تعاني نسبة كبيرة عدمَ الانضباط وفقدان مهارات التعامل مع الآخرين، ووضع عالم النفس الأسترالي “إدجار دول” عام 1935 نظريته التي تشير إلى أهمية الانفعالات في تحفيز الناس نحو الإنجاز في أوقات العمل والحياة اليومية، ولم يكن فهم الانفعالات متطورًا في ذلك الوقت بدرجة تكفي حتى يدرك العالم ذلك، وينبغي للناس أن يتركوا انفعالاتهم خارج أماكن العمل، لذا يُستبعد النساء من أماكن العمل لاعتبارهن انفعاليات للغاية، مما يؤثِّر في أدائهن بالعمل.
وأحد المقوِّمات الأساسية للنجاح هي القدرة على إقامة علاقات فعالة مع الآخرين، فالشركات القادرة على إقامة علاقات جيدة داخليًّا بين العاملين أو خارجيًّا بين عملائها تُعدُّ من أكثر الشركات نجاحًا، ومن أمثلة الشركات التي أبدعت في توظيف الذكاء الانفعالي لتهيئة بيئة عمل ديناميكية شركة طيران ساوذويست إيرلاينز، حيث كان إيمانها بأن العاملين معها يقدِّمون عملًا بنفس جودة ما يحصلون عليه، لذا فاهتمامها بالعاملين معها يؤدي إلى بذل المزيد من الجهد فتكون النتيجة النجاح الباهر للشركة.
ولم تناصر الشركات والمؤسسات فكرة الذكاء الانفعالي لمجرد أنه يبدو جيدًا أو شائعًا في كتب تطوير الذات، بل لأن هناك علاقة قوية بين مستويات الأداء والكفاءة ومستوى الذكاء الانفعالي، فقد توطَّدت أركان الذكاء الانفعالي في العديد من برامج القيادة في الشركات والحكومات، وأصبح من الصعب أن تجد برنامجًا للقيادة لا يتضمَّن مبادئ الذكاء الانفعالي.
الفكرة من كتاب النوع الآخر من الذكاء
كم من مسيرة مهنية أو علاقة أو زيجة أو صداقة دُمِّرت من أحد أطرافها، بسبب لحظة من الغضب أو التحدُّث بكلمات في لحظات انفعالية فأورثت الندم؟
يُعدُّ تأثير الانفعالات في الحياة فكرة ليست جديدة، لذلك من الضروري أن نعرف مواضع الانفعال ونحيد آثارها حتى لا تصبح معوِّقات لتحقيق النجاح، وفي هذا الكتاب يتناول الكاتب ماهية الذكاء الانفعالي والذات الإنسانية وكيفية تكوين علاقات صحَّة ووسائل إدارة الضغوط.
مؤلف كتاب النوع الآخر من الذكاء
هارفي دوتشيندورف Harvey Deutschendorf: مؤلف ومتحدث. عمل في مجال الذكاء العاطفي لأكثر من 10 سنوات، ومدير معتمد لـ BarOn EQI، وهو أول اختبار صالح علميًا للذكاء العاطفي معتمد من جمعية علم النفس الأمريكية.
من أهم كتبه:
Of Work and Men
The Other Kind of Smart