شخصية الطفل
شخصية الطفل
لدى الطفل تركيبة شخصية خاصة، تتمثل في وحدة من المظاهر العقلية والجسدية، ويؤثر ذلك في نشاطاته المختلفة، فالطفل في بيت الأسرة يبدأ نشاطه بانتظام، ويحاول الاستمرار في ذلك، لكن النتيجة تكون أن نشاطه غير مُرتَّب، فيبدأ في نشاط جديد، ويستمر الطفل في هذه الدائرة إلى أن يفقد رغبته في شغل نفسه، ويذهب إلى المدرسة في حالة من التوتر، فالأطفال لا يستطيعون تثبيت انتباههم بجدية على شيء، ولكنهم ينتقلون بفوضى من نشاط إلى آخر، وهذا النوع من عدم الترتيب شائع جدًّا عندهم، لكن بعد فترة يكتسبون القوة على التركيز، فبمجرد دخولهم إلى المدرسة، يرغبون في اختيار أنشطة بسيطة، ثم يبحثون عن شيء ما مألوف بين الأدوات التعليمية، وبعد فترة يتعبون ويصيبهم التردُّد.
ولو كان المدرس لديه معرفة بأيٍّ من النظريات النفسية المعروفة، سيعتقد بالفعل أن الأطفال مرهقون فقط من أنشطتهم، وسيوقفهم حتى يغير ما يشعرون به من خلال اللعب بالخارج، ثم يأخذهم إلى الفصل مرة أخرى، وتشتعل الحيوية فيهم أكثر من ذي قبل، فليس معنى اختيار الطفل لنشاط ما، أنه مقتنع به، لذا يجب على المدرس أن يتحلَّى بالصبر، حتى يرى تغيرًا كاملًا في الطفل، وتقلُّ فترة الإرهاق الكاذب كلما تقدم الطفل في نموه، وفي الوقت نفسه تطول فترة الاستغراق والسكينة التي تلي العمل، ويُحاول فيها استيعاب ما قام بعمله، ويصبح في حالة سلام داخلي، يراقب ما يحدث حوله، ويكتشف كل التفصيلات الجديدة.
ويُصاحب هذا كله أن يُصبح الطفل مُطيعًا بشكل ملحوظ، ويكتسب صبرًا يصعب تخيُّله، والغريب أنه لم يكن تلقَّى أي إرشادات للطاعة والصبر، لكن يلزم ذلك كله أن يكون الطفل قويًّا داخليًّا، ولديه توازن نفسي وقوة كافية للتكيُّف مع البيئة المحيطة، والهيمنة التي يصل إليها الطفل تفوق تلك التي يصل إليها الشخص البالغ، ولا ينبغي نسيان كيف حقَّق الطفل كل هذا النمو والدور الذي أدته البيئة المحيطة به.
الفكرة من كتاب الطفل في الأسرة
على الرغم من أن الدكتورة ماريا مونتيسوري عاشت في القرن الماضي، فإن خبرتها واكتشافاتها مع الأطفال ما زالت حية! وقد يعتقد البعض أن مبادئها موضة قديمة، إلا أن ذلك مُخالفٌ للواقع، إذ إن طبيعة الطفل وطريقة تطوُّره الفطرية لا تتغيَّر مهما مضى الزمن.
وفي هذا الكتاب تهتم المؤلفة بعالم الطفل الداخلي، وكيفية بناء شخصيته وكيانه بشكل سليم، وتجنُّب الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء والتي تنتج طفلًا معتلًّا في عواطفه ونفسه وأفكاره، مع تحليلات لشخصية الطفل، وما يعترض نمو فكره الطبيعي من تدخُّلات البالغين.
مؤلف كتاب الطفل في الأسرة
ماريا مونتيسوري Maria Montessori: مربية وفيلسوفة وطبيبة وعالمة إيطالية، مؤسسة منهج مونتيسوري التعليمي الذي يعتمد على طرائق تعليمية وتربوية غير تقليدية للأطفال، عملت مونتيسوري مع الأطفال في المصحات العقلية في أول عهدها بالطب، وأصبحت مساعدة لمدير مدرسة أورثوفرينك للأطفال ناقصي النمو عام 1899م، وافتتحت مدرستها الأولى عام 1907ميلاديًّا.
لديها العديد من المؤلفات منها:
سر الطفولة.
اكتشاف الطفل.
المرشد في تعليم الصغار.
التعليم من أجل السلام.
مونتيسوري في البيت العربي.