التكنولوجيا الإعلامية
التكنولوجيا الإعلامية
لا شك أن العالم اليوم أصبح أصغر من ذي قبل بفعل التقدم العلمي الهائل في جميع مجالات الحياة، الذي أفرز لنا ثورة في عالم الاتصالات، الأمر الذي عدَّه البعض تحولًا كبيرًا في حياة الجنس البشري لا يقل ثورية عن الثورة الزراعية ونظيرتها الصناعية، ولم تكن الصناعة الإعلامية بمعزل عن هذا التطور التكنولوجي، بل ربما ليس هناك أوضح من التغير الجذري الذي صاحب العملية الإعلامية، مما مكَّنها من دخول آفاق وميادين جديدة لم تكن لتحلم بها لولا تلك التكنولوجيا التي فتحت قنوات جديدة للاتصال الجماهيري، بوصفها أداة أخرى تُضاف إلى أسلحة السيطرة الاجتماعية.
أما من ناحية المشكلات الاجتماعية فهناك تنبُّؤات لدى البعض ممن يتفاءل بأن التقدم في وسائل الاتصال سوف يعزِّز من الحوار المجتمعي والمشاركة الشعبية في صنع القرار الحكومي، على الجانب الآخر نجد البعض يرى أن التكنولوجيا ربما تكون العلاج الأنجع لبعض المشكلات الاجتماعية أو على الأقل من الممكن أن تكون بمثابة مخدر للوعي وصرف الأنظار عن الواقع المحيط وقضاياه الجوهرية إلى واقع آخر مزيف وغير حقيقي.
وبسبب أن المبتكرات الإعلامية الحديثة تعد حدثًا جديدًا يخرج عن نسق التاريخ العام، فلا يمكننا التنبؤ بدقة بمستقبل العلاقة بين المشكلات الاجتماعية وبين التطور الحاصل في التكنولوجيا الإعلامية، ويبقى كذلك التساؤل الأهم لمصلحة من، وتحت سيطرة من سيجري استخدام تلك التكنولوجيا؟ وخصوصًا بعد السيطرة الملحوظة للمصالح العسكرية والتجارية على التطور التكنولوجي الحاصل في المجال الإعلامي.
الفكرة من كتاب المتلاعبون بالعقول
التلاعب بالعقول وصناعة الوعي المضلل، ذاك الذي يخدِّر الضحية قبل ذبحها، بل ويجعلها تستمتع بهذا العذاب، من هنا يتحدث هذا الكتاب عن حقيقة الحرية الإعلامية في بلاد العالم المختلفة خصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية، ويبرز حقيقة وقوع أجهزة الإعلام تحت سيطرة الشركات الاقتصادية الكبرى، وأن هذه الشركات توظِّف أجهزتها الإعلامية لتوجيه عقول مشاهديها لتحقيق مصالحها الخاصة حتى لو تضاربت مع مصالح الجماهير الشخصية.
مؤلف كتاب المتلاعبون بالعقول
هربرت شيللر Herbert Schiller: عالم اجتماع ومؤلف وناقد وباحث، (ولد في الـ5 من نوفمبر عام 1919، وتوفي في الـ29 من يناير 2000)، حصل على الدكتوراه من جامعة نيويورك عام 1960، وكان أستاذ مادة “وسائل الاتصال” بجامعة كاليفورنيا، بسان دييجو، وعمل قبل ذلك أستاذًا بمعهد برات ببروكلين، بنيويورك، وجامعتي إلينوي وأمستردام.
أصدر الكثير من الكتب التي كان لها أثر كبير في تغيير الكثير من العقول، منها:
ما بعد السيادة الوطنية.
العيش في البلد رقم واحد.
المعلومات واقتصاديات الأزمة.
الاتصال العام والإمبراطورية الأمريكية.