صناعة المعرفة
صناعة المعرفة
في عالم اليوم أصبحت المعلومات هي الكنز الذي يبحث عنه الجميع، فمن يعرف أكثر هو من يستطيع فعل الأكثر، من هنا عظم الاهتمام بالبحث والتطوير وزيادة المكون المعرفي، ودخلت الحكومات على السباق بخلقها لمؤسسات دعائية وبحثية تتولى مهمة خلق المعلومة ونشرها عن طريق إذاعات مسموعة ومرئية ومعارض وسوشيال ميديا وأفلام وبرامج وكتب ومجلات لاستخدامها في إقناع واستمالة الجمهور، لهذا السبب يجب علينا أن ننظر بعين الشك إلى الوكالات الإعلامية المملوكة للحكومات، فأحيانًا تتعمَّد الدول عدم الاعتراف بالشيء الواضح الذي يعرفه الجميع، بل أحيانًا يصبح الكذب والخداع صناعة مربحة! ولا سيما مع الدور المهم للإعلام في عملية صناعة وتوجيه الرأي العام للجمهور.
وعمومًا يمكن القول إن قطاع المعلومات الذي شهد توسعًا كبيرًا أصبح يأخذ شكل الجهاز الأخطبوطي ذي الأذرع الكثيرة، فما من جانب من جوانب الحياة اليوم إلا ويحتاج إلى المعلومات بصورة أو بأخرى، ومع إرهاصات دخول العالم عصر البيانات الكبيرة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي أضحت المعرفة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وعلى ذلك فسوق المعرفة تشهد تحولًا ملحوظًا لا سيما في الأنشطة الاقتصادية والعسكرية.
من هنا ظهرت ميادين جديدة تمثلت في مجالات المنتجات الذكية، والروبوت، والمراقبة والحرب الإلكترونية وأنشطة التجسس السيبيري، واليوم تدخل العديد من القوى المستقلة ميدان تكنولوجيا المعلومات وصناعة المعرفة، مما يرفع تكاليف المنافسة والحفاظ على الرأي العام من أي عملية توجيه أو استقطاب.
الفكرة من كتاب المتلاعبون بالعقول
التلاعب بالعقول وصناعة الوعي المضلل، ذاك الذي يخدِّر الضحية قبل ذبحها، بل ويجعلها تستمتع بهذا العذاب، من هنا يتحدث هذا الكتاب عن حقيقة الحرية الإعلامية في بلاد العالم المختلفة خصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية، ويبرز حقيقة وقوع أجهزة الإعلام تحت سيطرة الشركات الاقتصادية الكبرى، وأن هذه الشركات توظِّف أجهزتها الإعلامية لتوجيه عقول مشاهديها لتحقيق مصالحها الخاصة حتى لو تضاربت مع مصالح الجماهير الشخصية.
مؤلف كتاب المتلاعبون بالعقول
هربرت شيللر Herbert Schiller: عالم اجتماع ومؤلف وناقد وباحث، (ولد في الـ5 من نوفمبر عام 1919، وتوفي في الـ29 من يناير 2000)، حصل على الدكتوراه من جامعة نيويورك عام 1960، وكان أستاذ مادة “وسائل الاتصال” بجامعة كاليفورنيا، بسان دييجو، وعمل قبل ذلك أستاذًا بمعهد برات ببروكلين، بنيويورك، وجامعتي إلينوي وأمستردام.
أصدر الكثير من الكتب التي كان لها أثر كبير في تغيير الكثير من العقول، منها:
ما بعد السيادة الوطنية.
العيش في البلد رقم واحد.
المعلومات واقتصاديات الأزمة.
الاتصال العام والإمبراطورية الأمريكية.