التزكية محاسبة
التزكية محاسبة
مما يحتاج إليه كل مسلم يبتغي رضا ربه ذكرًا كان أم أنثى أن يزكِّي نفسه كلما استطاع إلى ذلك سبيلًا، مدركًا أن علاج نفسه وتزكيتها سيطلب منه وقتًا ومجاهدة لإصلاح ما علمه من عيب وزيغ، ومع ذلك عليه أن يدرك أيضًا أنه بشر يخطئ ويصيب ويذنب ويندم ويتوب فلا بأس، ولقد بُعِث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليتمِّم أخلاقًا كانت موجودة بالفعل في قومه وينشئ أخلاقًا أخرى، ولم يتم له ذلك في عشية وضحاها، فالتغيير يحتاج إلى وقت وصبر حتى يؤتي أكله.
إن أول طريق التزكية هو محاسبة النفس ومراجعة الأعمال ومحاولة فهم الأخطاء لتقويمها وتعديلها، والمحاسبة وسيلة فعَّالة لاكتشاف نقاط القوة فيتم استغلالها وتوظيفها جيدًا وبطريقة فعَّالة ونقاط الضعف لمحاولة تقويمها، ومحاسبة النفس تعطي مساحة كبيرة من التعرف عليها فيسهل بعد ذلك تقويمها وتوجيهها وسياستها لما فيه الخير والصلاح.
يقول الغزالي: “وتكتسب الأخلاق الجميلة بالرياضة”، أي أن تتكلَّف النفس الأفعال الصادرة عنها ابتداءً لتصير طبعًا لها انتهاء، إذ إن كل صفة تظهر في القلب يفيض أثرها في الجوارح، ولذا كان إصلاح تلك المضغة أصلًا لصلاح بقية الأعضاء، ومع ذلك فإن كل فعل يجري على الجوارح فإنه قد يرتفع منه أثر في القلب أيضًا.
“قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا” إن التزكية عملية مستمرة يقوم بها الإنسان الطامع في الصلاح والعافية وهي لا تنقطع بحال، فلنراجع أنفسنا ونزكيها ونعقد العزم على مداومة ذلك.
الفكرة من كتاب أولويات المرأة المسلمة
“المسلمة الصالحة امرأة مباركة تعمل بهدي هذا الدين وتجاهد نفسها حتى يسلس قيادها وتزكيها لتستقيم لأمر الله، إذ تؤثر محاب الله في محابها، فتحبُّ في الله وتبغض في الله وترضى بما قسمه الله، وهذا منطلق عقدي يتمايز فيه الناس”.
هذا الكتاب يجيب عن الكثير مما يشغل المرأة بعامة، والمقبلة على الزواج وتكوين الأسرة بخاصة، فهو بمنزلة البوصلة والأساس الذي يمكنها أن تنطلق منه إلى ما بعد ذلك، فيرسم لها المعالم ويحدُّ لها الحدود والأُطر العامة ويدع لها مساحة من الإبداع واللمسات الأنثوية.
مؤلف كتاب أولويات المرأة المسلمة
خولة عبد القادر يوسف درويش: مربية وأديبة، قضت عمرها في التأليف للبيت المسلم والأسرة المسلمة، وألَّفت العديد من الكتب والمقالات.
ومن مؤلفاتها:
السلوك المثالي للطفل المسلم.
ضوابط الإنفاق في البيت المسلم.
الزيارة بين النساء على ضوء الكتاب والسنة.