العقيدة أولًا
العقيدة أولًا
لم يترك الشرع باب تحديد الأولويات مفتوحًا على مصراعيه، فيدلي فيه كلُّ من شاء بدلوه خاصةً فيما يتعلَّق بأمور المرأة المسلمة، وإنما وضع الضوابط وحدّ الحدود وترك مساحة واسعة من المباحات والمستحبَّات ومما لم يُذكر فيه نص أو دليل قاطع توسعةً وتيسيرًا على حملة هذا الدين، فتأتي العقيدة متربِّعة على عرش الأولويات، وحق لها ذلك طبعًا، فهي إن استقامت وصلحت صلح للإنسان ما عداها من معاش، والعقيدة الصالحة تثمر التقوى والمحاسبة وخشية الله في السر والعلن ومراقبته في الخواطر والخطوات، وذلك مما تحتاج المرأة إلى إدراكه بخاصة في التجمُّعات النسائية التي يكثر فيها الهرج والغيبة والنميمة وما إلى ذلك مما يخدش عقيدتها الصافية.
وكيف تنضبط العقيدة وتستقيم بلا علم! إن العلماء هم ورثة الأنبياء وفضلهم على الأمة يفوق فضل العبَّاد لقصور العباد النُّسَّك عن إفادة غيرهم، في حين أن نفع العلماء متعدٍّ للغير وحافظٌ للأمة ولميراث النبوة، ولكن هل تُطالَب المرأة بمعرفة كل العلم؟ بالطبع لا، بل إن ما يؤهِّلها لمواجهة تحديات العصر الذي تعيشه ويعينها على التكسُّب إن كان هناك باب للكسب والامتهان ويجيب عن تساؤلاتها وينفعها في دينها ودنياها.
وكما أن التقوى ثمرة العقيدة الصحيحة المنضبطة، فإن العمل الصالح هو ثمرة العلم النافع المنضبط وإلا فلا قيمة للعلم بلا عمل، وكثيرًا ما يتكرَّر معنى القليل الدائم وأفضليته على الكثير المنقطع لأن هذا هو الذي يصنع الإنجاز ويبني الأنفس ويريحها ويحافظ على استقرارها النفسي والعاطفي.
إن من تجتهد في بناء نفسها عقديًّا وعلميًّا وتسعى إلى إشباع العطش الروحي من مدخلات الشرع الأصلية فلن يضرَّها بعد ذلك دعاوى المجتمعات الهدامة، كالدعوى بضرورة اعتمادها على نفسها واستقلالها واستغنائها أو مساواتها بالرجل، ونحو ذلك مما هو غرضه الإفساد لا الإصلاح على الحقيقة.
الفكرة من كتاب أولويات المرأة المسلمة
“المسلمة الصالحة امرأة مباركة تعمل بهدي هذا الدين وتجاهد نفسها حتى يسلس قيادها وتزكيها لتستقيم لأمر الله، إذ تؤثر محاب الله في محابها، فتحبُّ في الله وتبغض في الله وترضى بما قسمه الله، وهذا منطلق عقدي يتمايز فيه الناس”.
هذا الكتاب يجيب عن الكثير مما يشغل المرأة بعامة، والمقبلة على الزواج وتكوين الأسرة بخاصة، فهو بمنزلة البوصلة والأساس الذي يمكنها أن تنطلق منه إلى ما بعد ذلك، فيرسم لها المعالم ويحدُّ لها الحدود والأُطر العامة ويدع لها مساحة من الإبداع واللمسات الأنثوية.
مؤلف كتاب أولويات المرأة المسلمة
خولة عبد القادر يوسف درويش: مربية وأديبة، قضت عمرها في التأليف للبيت المسلم والأسرة المسلمة، وألَّفت العديد من الكتب والمقالات.
ومن مؤلفاتها:
السلوك المثالي للطفل المسلم.
ضوابط الإنفاق في البيت المسلم.
الزيارة بين النساء على ضوء الكتاب والسنة.