بين رائد الأعمال والمدير والقائد
بين رائد الأعمال والمدير والقائد
شخصيتك، شغفك، توجُّهك في الحياة، المناخ الذي تربَّيت فيه، وحتى جيناتك الوراثية كلها عوامل تسهم في تكوينك وتحدِّد أسلوبك وقدرتك القيادية، ففي أي مكان تجد نفسك: هل أنت رائد مشروع أم مدير أم قائد؟
لو كنتَ رائدَ أعمال فإن الأمر يتعلق بك وهو تحقيق فكرتك، وإنْ كنتَ مديرًا فالأمر متعلق ببناء مؤسسة فعالة، أما القائد فوظيفته هي البشر، وكيف يتعامل مع الآخرين بشكل مثمر، فرائد الأعمال هو شخص مبتكر يأتي بأفكار جديدة، يحاول إقناع الآخرين بها ويحتاجهم لكي ينفِّذوا أفكاره، فأسلوب رائد العمل شديد التمركز حول الذات، ويتطلَّب عزيمةً وإصرارًا وثقةً عالية.
أما المدير فهو من يحدد الموارد المطلوبة للنمو ويرسم خطط العمل ويحدد رأس المال اللازم والعوائد المتعلقة، والكيفية التي سيدير بها مشروعه، فالأمر قد تخطَّى حيِّز الفكرة إلى دائرة التنفيذ؛ لذا كثيرًا ما يتحوَّل رائد الأعمال إلى مدير، ولكنه كذلك قد يصبح مجرد متابع للمشروع ويتطلَّب الأمر إدارة أكثر خبرة.
أما القائد فشيء آخر، فالنجاح بعيد المدى لأي مشروع أو شركة لن يعتمد على الأفكار والإدارة؛ فالعنصر البشري هو المعوَّل عليه غالبًا في استمرار المشروع أو فشله، لذا فإن الثقافة التي تسير عليها الشركة قيمة مهمة، لأنها تُعد المشغِّل الذي يوجه السلوكيات لدى العاملين لأن القيادة تتعلَّق بدعم الآخرين وبث روح التعاون والتناغم فيما بينهم، وفهم عواطفهم، والقائد يجب أن يكون على قدر كبير من الذكاء العاطفي ليحقِّق مهمته الأساسية، وهي تطوير مهارات الآخرين وتحفيز دوافعهم الداخلية.
فإن كان الهدف الرئيس للقيادة هو النتائج التي تمثِّل المخرجات، فالناس هم مصدر هذه المخرجات، والنتائج هي ما نريد تحقيقه والناس طريق الوصول إلى ما نريد، والعلاقات فيما بين البشر معقدة والتحليل البسيط لن يكفي لفهم أنماطهم، ولا بدَّ من تقييم أنماطك القيادية بكل طريقة تساعدك على فهم الآخرين من حولك.
الفكرة من كتاب كلنا قادة.. القيادة ليست منصبًا بل أسلوب تفكير
هل نحن جميعًا قادة بالفطرة؟ أو يجب أن نكون كذلك، لمواجهة التحديات السريعة والمتغيرة في حياتنا اليومية؟ كيف نطوِّر مهاراتنا القيادية ونجعل الآخرين قادة كذلك من خلال مجموعة من المبادئ يمكن تطبيقها لبناء مؤسسة تجمع بين سرعة الأداء وجودة الإنتاج؟ هذا ما نجد الإجابة عنه في الكتاب الذي بين أيدينا.
مؤلف كتاب كلنا قادة.. القيادة ليست منصبًا بل أسلوب تفكير
فريدريك أرناندر (Fredric Arnander): رائد أعمال سويدي في مجال التكنولوجيا، والرئيس التنفيذي لمجموعة كيبروكر، بدأ حياته المهنية مستشارًا إداريًّا لشركات عالمية، وأنشأ مؤسسة “ترونسفير” وهي مؤسسة ربحية تهدف إلى استحضار متحدثين من عالم الأعمال إلى المدارس لنقل خبراتهم للطلاب، ومن مؤلفاته: Managing.com