قادة العقلية
قادة العقلية
سلْ نفسك هل فكرت أن تصبح قائدًا؟ وإن كنتَ قائدًا بالفعل هل تشغل منصبًا قياديًّا تقليديًّا أم تتبنى أسلوبًا قياديًّا؟ هذا النوع الأخير هو ما يمكن تسميته “قادة العقلية”.
تكمن سلطة قائد العقلية في شخصيته وليس منصبه، وهو مبادر يتحمُّل المسؤولية ويتعامل مع الجميع، بخلاف القائد التقليدي الذي يشغل مسمًّى وظيفيًّا، فأسلوب قادة العقلية يعزِّز مبدأ القيادة للجميع ولكن التسلسل الوظيفي الهرمي في المؤسسات الرسمية يرفض هذه الفكرة، بل ربما تهدِّد اتزانه، بَيدَ أنَّ القطاع التقني الحالي يحتاج إلى مزيد من القيادة اللا مركزية والسرعة في اتخاذ القرارات وتنفيذها، ما يعني أن على جميع العاملين فيه اكتساب مهارة قيادة العقلية، فليس مبدأ القيادة للجميع نتاج الديمقراطية، بل ضرورة اقتضتها طبيعة العمل.
إنَّ أولى خطواتك لبناء قيادة العقلية هي إيجاد الدافع والإيمان بأن لك الحق في أن تصبح كذلك، إذ ينبغي لك تدقيق النظر في أفعالك وردودها تجاه تصرفات الآخرين، والتدرُّب المستمر على تحسين مهاراتك القيادية، كما أن عليك اصطحاب دفتر تدوِّن فيه ما تعلَّمته وما يجب تعلمه، وأن تلاحظ أثر قيادتك في الآخرين؛ متى تسعدهم، ومتى تثير غيظهم، ومتى تحقِّق النتائج المرغوبة ومتى لا يحدث هذا، فتكتشف مناطق القوة والضعف فيك.
كما ينبغي كذلك أن تخلق جوًّا يتمكَّن فيه الجميع من حولك أن يصبحوا قادة من خلال تفعيل أسلوب المبادرة والتغذية الراجعة، كما أن قدرتك على تحويل الأفكار إلى سلوكيات ودمجها في ثقافة الشركة يجعل الجميع يتبنَّون عقلية القائد، ومن ثَمَّ السرعة والمهارة في إنجاز المهمات واتخاذ القرارات.
إن قيادة العقلية لا تتطلَّب فرض نفسك على الآخرين أو توجيه الأوامر إليهم، بل هي تنتشر بشكل تلقائي إذا أتقنتَ استعمالها، وهذه القيمة الجوهرية أصبحت ضرورة في واقعنا الرقمي المعاصر.
الفكرة من كتاب كلنا قادة.. القيادة ليست منصبًا بل أسلوب تفكير
هل نحن جميعًا قادة بالفطرة؟ أو يجب أن نكون كذلك، لمواجهة التحديات السريعة والمتغيرة في حياتنا اليومية؟ كيف نطوِّر مهاراتنا القيادية ونجعل الآخرين قادة كذلك من خلال مجموعة من المبادئ يمكن تطبيقها لبناء مؤسسة تجمع بين سرعة الأداء وجودة الإنتاج؟ هذا ما نجد الإجابة عنه في الكتاب الذي بين أيدينا.
مؤلف كتاب كلنا قادة.. القيادة ليست منصبًا بل أسلوب تفكير
فريدريك أرناندر (Fredric Arnander): رائد أعمال سويدي في مجال التكنولوجيا، والرئيس التنفيذي لمجموعة كيبروكر، بدأ حياته المهنية مستشارًا إداريًّا لشركات عالمية، وأنشأ مؤسسة “ترونسفير” وهي مؤسسة ربحية تهدف إلى استحضار متحدثين من عالم الأعمال إلى المدارس لنقل خبراتهم للطلاب، ومن مؤلفاته: Managing.com