المستقبل الجديد
المستقبل الجديد
شهد العالم إرهاصات ثورة رقمية غيَّرت الكثير من أنماط الحياة المعيشية، وعندما تكتمل تلك الثورة فلا شك أنها ستذهب بنا بعيدًا عن الواقع الذي نحياه الآن، ونتيجة لهذا التطور السريع أصبح من الصعب توقع ملامح الغد، فواحدة من أهم خصائص تلك الثورة أنها غير محصورة في مجال أو نشاط معين، فمنذ نشأتها خلال السبعينيات من القرن الماضي وهي لا تنفك عن الإطاحة بكل النظم التقليدية التي تحكم نشاط البشر، فهي تسير نحو إعادة تعريف المعايير البشرية ذاتها بدرجة تجاوزت أبعادها التقنية، حيث أحدثت انقلابًا عميقًا في المجتمع والفكر البشري.
كل تلك الأحداث المتسارعة بداية من العقد الأول في الألفية الجديدة، أكدت تأكيدًا واضحًا أن مسألة امتلاك ناصية التكنولوجيا الرقمية باتت حاسمة، فالانتشار السريع للتقنيات الذكية خلال العقدين الماضيين أشعل الكثير من الإثارة حول إمكانيات العصر الرقمي القادم، وربما تكون تلك الأنظمة الذكية بمثابة العصا السحرية التي ستعمل على تسريع وتيرة التنمية في البلدان النامية إذا تم توفير المناخ المناسب لها، فإذا امتلك الأفراد المهارات الصحيحة فإن التكنولوجيا الرقمية من شأنها أن تساعدهم على أن يصبحوا أكثر إنتاجية وفاعلية.
وعلى ذلك فالتقنيات الرقمية تُحدث تحولًا في عالم الأعمال والعمل والحكومات، لذا لا بدَّ من الاستمرار في ربط الجميع بها دون استثناء أحد، كما يجب أن يتم تقاسم العوائد الرقمية على نطاق واسع دون تحيُّز لأصحاب الثروات والنفوذ في مختلف بلدان العالم، ولأجل تحقيق الاستفادة القصوى من العصر الرقمي القادم يجب على الحكومات سد الفجوة الرقمية وجعل شبكة الإنترنت متاحة للجميع بتكلفة مقبولة، بالإضافة إلى تعزيز بيئة المنافسة بين الشركات والمؤسسات وتزويد للعمال بالمهارات اللازمة والعمل على إنشاء بنية تحتية رقمية تعمل على الاستجابة لمتطلبات العصر الرقمي القادم، فلا شك أن الوسائل التقليدية تعيش الآن أصعب أوقاتها في محاولة لتلافي الأفول أمام بزوغ هذا العالم الجديد.
الفكرة من كتاب الفجوة الرقمية.. رؤية عربية لمجتمع المعرفة
تعد الفجوة الرقمية البادية أمامنا اليوم مثالًا صارخًا على مدى حدة أزمة العقل العربي، في ظل عجزه عن مواجهة العديد من المشكلات في مختلف المجالات، نتيجة ترسيخ عقدة التخلف الحضاري بيننا وبين الغرب، ولكن يظل هناك بعض الأمل، فكل أزمة تنطوي على فرص لا تتيح فقط إمكانية الخروج منها، بل تدفع إلى الانطلاق واللحاق بمن سبقوا، من هنا تنبع أهمية هذا الكتاب حيث يستشرف المستقبل، ويوقفك على جذور المشكلة الرقمية التي يحياها العالم العربي، كما يحاول طرح الحلول الواقعية للخروج من تلك الأزمة والاستفادة منها.
مؤلف كتاب الفجوة الرقمية.. رؤية عربية لمجتمع المعرفة
الدكتور نبيل علي: دكتوراه في هندسة الطيران، رائد معالجة اللغة العربية حاسوبيًّا وتعريب نظم المعلومات على المستويين العربي والعالمي، وله أكثر من 15 دراسة في مجال التنمية المعلوماتية بالوطن العربي لمنظمات أليكسو، والإسكوا، واليونسكو، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كما أن له عدة كتب في مجال المعلوماتية منها: “اللغة العربية والحاسوب”، و”العرب وعصر المعلومات”، و”تحديات عصر المعلومات”.
الدكتورة نادية حجازي: دكتوراه في هندسة الحاسبات، وتعمل أستاذة بمعهد بحوث الإلكترونيات، المركز القومي للبحوث، كما عملت مستشارة بوزارة الاتصالات والمعلومات ووزارة التعليم، وعضو اللجنة الاستشارية لتنمية أفريقيا في مجال الاتصالات والمعلومات، ولها العديد من البحوث والدراسات في مجالات اللغويات الحاسوبية وهندسة الاتصالات والترجمة الآلية ونظم استرجاع المعلومات والبرمجيات التعليمية.