الثورة الصناعية الرابعة
الثورة الصناعية الرابعة
يمكن القول إن التكنولوجيا اليوم باتت تمثِّل الثورة الصناعية الرابعة خلال التاريخ البشري، حيث بدأت علاقة الإنسان بالصناعة خلال القرن الثامن عشر عندما تحوَّلت المجتمعات الريفية إلى مجتمعات حضارية، وبدأت تستخدم بعض الصناعات البدائية تمثَّلت معظمها في الصناعات الكثيفة العمالة كالنسيج والحديد، وفي ذلك الوقت كان التاريخ على موعد مع اختراع المحرِّك البخاري، والذي شكَّل القنطرة التاريخية للثورة الصناعية الثانية التي كانت فترة التوسُّع في صناعات أكثر تعقيدًا وبدأت تتبلور ملامح الزواج الكاثوليكي بين الاقتصاد والنفط، لا سيما أن تلك الثورة قد امتدَّت إلى مطلع القرن العشرين.
ومثلما كان محرك البخار، كان اختراع الكهرباء القنطرة التاريخية الثانية للثورة الصناعية الثالثة، وهنا زاد الاتجاه إلى الصناعات الإلكترونية بدايةً من الآلة الحاسبة وصولًا إلى الحاسوب والأجهزة الرقمية الحديثة اليوم، تسارعت تلك الثورة الصناعية بشكل متسارع بدايةً من مطلع الثمانينيات من القرن العشرين لا سيما مع اختراع الإنترنت وبروز شركات الدوت كوم، التي أنتجت تطورًا هائلًا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودخل العالم عصر شبكات الأجيال الأولى والثانية والثالثة من تكنولوجيا الاتصالات في مدة وجيزة.
أما اليوم فالبشرية على أعتاب ثورة صناعية رابعة، تمتاز باختراق التكنولوجيا الناشئة العديد من المجالات وطمسها الخطوط الفاصلة بين المجالات المادية والرقمية، ومن المتوقع أن تشهد تلك الموجة الرابعة التنفيذ المكثف للعديد من التقنيات الناشئة ذات الإمكانات العالية والتأثيرات الثورية في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا شبكات الجيل الخامس، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، والمركبات ذاتية الحكم، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتكنولوجيا النانو، ورغم بروز الحاجة إلى إعادة النظر في الكثير من القضايا الأخلاقية والاجتماعية والأمنية العالقة بشأن العصر الرقمي الذي تتشكَّل ملامحه اليوم، فليس هناك مجال للشك بأن الثورة التكنولوجية الرابعة القادمة هي بحق “تسونامي” التقدم التكنولوجي الرهيب الذي سيغير الكثير من تفاصيل الحياة البشرية.
الفكرة من كتاب استشراف المستقبل وصناعته
يشهد العالم اليوم إرهاصات بزوغ فجر عصر جديد للبشر، لذا يبدو أننا اليوم في عصر التحولات، وسوف نلحظ العديد من التغيرات في المستقبل، وما يدلِّل على ذلك، تلك التغيرات المتسارعة التي بدأت تتغلغل في كل المجالات البشرية، وهذا ما يجعلنا نسأل أنفسنا: كيف هو المستقبل غدًا؟
هذا بالضبط هو موضوع الكتاب، حيث يوضح أهمية استشراف المستقبل وآلياته، ويدلف مباشرةً نحو التوجُّهات الكبرى المنتظرة بشكل عام، ثم يسلِّط الضوء على الثورة الصناعية الرابعة المنتظرة، وبشكل أكثر تحديدًا يستعرض أبرز التطبيقات المستقبلية والتي بلا شك ستقلب الحياة رأسًا على عقب!
مؤلف كتاب استشراف المستقبل وصناعته
الدكتور أحمد ذوقان الهنداوي: كاتب وحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الصناعية/الإدارة الصناعية تخصُّص إدارة الجودة الشاملة والتخطيط الاستراتيجي من جامعة بيرمنجهام البريطانية، والرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الهنداوي للتميز، ووزير الصناعة والتجارة الأسبق في الحكومة الأردنية الهاشمية.
الدكتور صالح سليم الحموري: مُقيَم ومحكم في التميز المؤسسي EFQM، لديه خبرة أكثر من 25 عامًا في مجال العمل الإداري، ونفَّذ أكثر من 200 دورة تدريبية وورشة عمل في مجالات التميز المؤسسي واستشراف المستقبل.
رولا نايف المعايطة: مدربة معتمدة وحاصلة على شهادة محترف في الموارد البشرية من المعهد الأمريكي للموارد البشرية، ومديرة معتمدة من معهد المديرين الأمريكيين المعتمدين، كما أنها حاصلة على شهادة مدير مشروع معتمد من الجمعية الأمريكية لإدارة البرامج والمشاريع، بالإضافة إلى شهادة مقيِّم ومحكم معتمد من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة، وشهادة اختصاص في كتابة تقارير المسؤولية المجتمعية وفقًا لمعايير المبادرة العالمية لإعداد التقارير.