استشراف المستقبل
استشراف المستقبل
يموج عالمنا المعاصر بالمتغيِّرات المتلاحقة والتشابكات المعقَّدة بين الظواهر والأحداث المختلفة، لذلك فالمؤسسات أو الدول التي لا تمتلك خريطة واضحة للتعامل مع المتغيرات المفاجئة دون تخطيط سيصعب عليها اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب، مما سيلقي بها وسط مجموعة من الأخطار تتلقَّفها الواحدة تلو الأخرى، وحيث لا يمكن الحصول على تنمية مستدامة دون امتلاك رؤية واضحة لمعالم المستقبل، يصبح استشراف المستقبل وفهم تحدياته ضمن أبجديات التعامل مع الواقع المعاصر.
وترتكز عملية الاستشراف على نحو أساسي على استقراء التوجُّهات العامة البعيدة المدى في مسارات الأفراد والجماعات، عبر استباق الأحداث ورسم سيناريوهات قابلة للتحوُّل إلى واقع ملموس يمكن تطبيقه بفاعلية، للاستفادة من أية فرص مستقبلية أو وضع تدابير احترازية لمقابلة أية أخطار أو تصحيح الانحرافات التي قد تنشأ، ومن هنا تصبح عملية استشراف المستقبل وسيلة لتشكيل المستقبل في سبيل تعظيم المنفعة العامة والتأهُّب لأية أخطار قد تنشأ، فغاية الدراسات المستقبلية هي توفير إطار زمني طويل المدى لما قد نتخذه من قرارات اليوم، وذلك أن ما نتخذه من قرارات في الحاضر سوف يؤثِّر بصورة أو بأخرى في مستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة.
وحيث لا يوجد مستقبل واحد، وإنما مجموعة من الاحتمالات التي قد تحدث في المستقبل، تكمن المهمة الأساسية في الاستعداد لكل تلك الاحتمالات المطروحة، ولا يسعى الاستشراف فقط إلى تحديد المخاطر ولا إلى معالجة أخطاء الماضي، ولكن يعمل على إيجاد الفرص لاقتناصها، لذا فعملية التنبؤ والتحوُّط ضد المخاطر ليست رفاهية أو أعمالًا تكميلية يمكن الاستغناء عنها، فالهدف الأساسي من الاستشراف يكمن في أن تغدو المؤسسة في موقف أقوى في المستقبل، وفي حالة من الاستعداد لطائفة من الاحتمالات المختلفة، حيث أصبح التفكير فيما سيأتي أكثر ضرورة نتيجة التسارع المتزايد في المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، فإن كان الماضي قد ولَّى والحاضر نحياه الآن، فليس أمامنا إذن إلا الغد لكي نغيِّر واقعنا.
الفكرة من كتاب استشراف المستقبل وصناعته
يشهد العالم اليوم إرهاصات بزوغ فجر عصر جديد للبشر، لذا يبدو أننا اليوم في عصر التحولات، وسوف نلحظ العديد من التغيرات في المستقبل، وما يدلِّل على ذلك، تلك التغيرات المتسارعة التي بدأت تتغلغل في كل المجالات البشرية، وهذا ما يجعلنا نسأل أنفسنا: كيف هو المستقبل غدًا؟
هذا بالضبط هو موضوع الكتاب، حيث يوضح أهمية استشراف المستقبل وآلياته، ويدلف مباشرةً نحو التوجُّهات الكبرى المنتظرة بشكل عام، ثم يسلِّط الضوء على الثورة الصناعية الرابعة المنتظرة، وبشكل أكثر تحديدًا يستعرض أبرز التطبيقات المستقبلية والتي بلا شك ستقلب الحياة رأسًا على عقب!
مؤلف كتاب استشراف المستقبل وصناعته
الدكتور أحمد ذوقان الهنداوي: كاتب وحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الصناعية/الإدارة الصناعية تخصُّص إدارة الجودة الشاملة والتخطيط الاستراتيجي من جامعة بيرمنجهام البريطانية، والرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الهنداوي للتميز، ووزير الصناعة والتجارة الأسبق في الحكومة الأردنية الهاشمية.
الدكتور صالح سليم الحموري: مُقيَم ومحكم في التميز المؤسسي EFQM، لديه خبرة أكثر من 25 عامًا في مجال العمل الإداري، ونفَّذ أكثر من 200 دورة تدريبية وورشة عمل في مجالات التميز المؤسسي واستشراف المستقبل.
رولا نايف المعايطة: مدربة معتمدة وحاصلة على شهادة محترف في الموارد البشرية من المعهد الأمريكي للموارد البشرية، ومديرة معتمدة من معهد المديرين الأمريكيين المعتمدين، كما أنها حاصلة على شهادة مدير مشروع معتمد من الجمعية الأمريكية لإدارة البرامج والمشاريع، بالإضافة إلى شهادة مقيِّم ومحكم معتمد من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة، وشهادة اختصاص في كتابة تقارير المسؤولية المجتمعية وفقًا لمعايير المبادرة العالمية لإعداد التقارير.