مستقبل الكون الرقمي

تقود التكنولوجيا اليوم تغييرات كبيرة عبر العديد من القطاعات المختلفة بالتوازي معًا، ولكنَّ هناك مجاًلا يشهد تغييرًا هائلًا بشكل حقيقي وهو السلوك الإنساني والتعايش الرقمي الجديد، ومع تطوُّر تقنيات جديدة أبرزها الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتكنولوجيا الروبوتات وشبكات الجيل الخامس من الاتصالات، يمكن القول إن الحياة البشرية بأكملها تتم إعادة هندستها من جديد، مما يخلق واقعًا مختلفًا تمامًا عما نحياه اليوم.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ومما يتنبَّأ به البعض هو المزيد من تغلغل تلك الآلات الذكية في جميع مناحي الحياة، وتطوُّر أساليب الذكاء البشري المعزز عبر هذا الكم الهائل من المعارف والإبداعات المتراكمة عبر العصور، كما سيتمكَّن الأفراد من اختراع نماذج ذكاء وروبوتات أكثر محاكاة للطبيعة البشرية، مما يسهل الكثير من المهام اليومية، ولكن على النقيض يثير البعض عدة تخوُّفات من تخطِّي الآلة الحد الفاصل بين الحل والمشكلة عبر خروجها عن السيطرة البشرية، كذلك يخشى البعض من فكرة الانهيار المفاجئ للحياة الرقمية نتيجة حرب سيبرانية أو ما شابه، لا سيما أن الفضاء الرقمي لا تحكمه أي قوانين، وهو ميدان للصراع الدولي المتبادل بين الدول العظمى.

لذلك يجب أن تتم دراسة تلك الثورة التكنولوجية بكل أبعادها في ظل مبدأ الموازنة بين العائد والتكلفة، خصوصًا تلك الآثار المترتبة على البشر، وما يختصُّ بالآثار الاجتماعية والنفسية للأفراد والجماعات، وإنشاء صيغة متوازنة للتعايش بين الذكاء البشري وذكاء الآلات، وهذا يستدعي التعرف على الإمكانيات الحالية والمستقبلية والاطلاع على التاريخ التكنولوجي، كما لا ينبغي الانسياق وراء التسويق لأي تكنولوجيا جديدة دون تحليل الآثار الإيجابية والسلبية معًا، ومن تتبع الطفرات التكنولوجية على مدى الخمسين عامًا الماضية لا يسعه سوى التخيُّل المفزع بما ستؤول إليه الأحوال في العقود المقبلة، وبخاصة مع التسارع المضطرد في الأبحاث والسبق العلمي والتقدُّم التكنولوجي ونزعة الجنون التكنولوجي.

تغلغلت الأجهزة الذكية في كل مكان حولنا، وبلغت اليوم من الاعتيادية أننا لم نعد نفترض أن الشخص المنفرد الذي يُجري حديثًا بصوت عالٍ مع شخص غير مرئي بأنه مجنون، كلُّ ما في الأمر أنه يستخدم هاتفه المحمول المزود بسماعة لاسلكية، فالتكنولوجيا اليوم أضحت ظاهرة شاملة في الحضارة، والقوة المحدَّدة لنظام اجتماعي جديد أصبحت فيه تلك الآلات الذكية ضرورة على جميع مناحي النشاط البشري.

وجرت العادة أن أي ابتكار جديد يولِّد آثارًا مؤذية لا سبيل لفصلها عن الآثار المحببة وربما يطرح من المشكلات أكثر مما يحل، ومن هنا كانت أهمية هذا الكتاب الذي يطوف بنا في رحاب هذا الكون الموازي لعالمنا المادي حيث يعطي لمسات جديدة، كما يقدم رؤى نقدية وطرحًا جديدًا للمستقبل الرقمي للعالم.

بيتر بي سيل Peter B.Seel: أستاذٌ في قسم الصحافة والاتصال التقني بجامعة ولاية كولورادو، حيث يُدرِّس التكنولوجيات الجديدة في الاتصال وإنتاج الفيديو والتصوير الرقمي والأفلام الوثائقية، له العديد من المقالات عن تكنولوجيات الإعلام الجديدة، وهو مؤلف “الكون الرقمي” والعديد من المقالات عن التلفزيون الرقمي وتقنيات الوسائط الجديدة.