عِبر من التاريخ
عِبر من التاريخ
دائمًا ما يقال إن التاريخ خير معلم، فهو سجل حافل بالعديد من التجارب، وعلى ذلك من الخطأ أن تسير على أخطاء من سبقوك ثم تتوقَّع أن تصل إلى نتيجة مغايرة! من هنا يدرك السياسيون تمامًا ما ستؤول إليه الأوضاع إذا استمرت تلك السياسات الاقتصادية الخاطئة، ففي التاريخ حقيقة مفادها أن الدولة التي تزيد مصروفاتها عن إيراداتها باطراد عادةً ما تكون نهايتها ليست سعيدة، فالسياسات المالية الخاطئة لآخر ثلاثة حكام تعاقبوا على روما كانت سببًا في سقوطها، حيث عمد الحكام إلى الإسراف ببذخ على القصور والاحتفالات واستمالة الجند، وبعد أن نضبت الخزينة سارع الحكام لفرض ضرائب باهظة والاستيلاء على أموال الأغنياء، فنتج عن ذلك موجة تضخم وصلت إلى 1000% وقبيل سقوطها كان اقتصاد روما قد دُمِّر تمامًا.
أما في التاريخ الحديث فحدِّث ولا حرج، فعلى سبيل المثال عانت ألمانيا تضخُّمًا حادًّا بعد الحرب العالمية الأولى جراء ارتفاع المديونية، إضافة إلى التعويضات التي فُرضت عليها بعد الحرب، ولتوضيح مدى الكارثة التي حلَّت بالبلاد كان ثمن ثلاثة أرغفة من الخبز قبل الحرب بقليل لا يتجاوز المارك الألماني الواحد، وفي صيف عام 1923 وصل سعر رغيف الخبز الواحد إلى 1200 مارك، بينما في نهاية العام نفسه كان قد وصل سعره إلى المليارات! مما اضطر ألمانيا للجوء إلى سياسات اقتصادية وإجراءات تقشُّفية قاسية لتعود الأمور إلى نصابها بعد أن كانت قد فقدت زمامها، لذلك على السياسيين وأصحاب القرار أخذ العبرة من تلك التجارب والبعد بالبلاد عن الانزلاق إلى الهاوية بسبب القرارات الطائشة.
الفكرة من كتاب الإفلاس 1995.. الانهيار القادم لأمريكا
كيف تتشكَّل الأزمات الاقتصادية داخل الدول؟ وكيف تنهار أسواق المال فجأة! وما علاقة الاقتصاد بالسياسة والمصالح الخاصة؟ هذا الكتاب يعد دراما تحليلية عن واحد من أقوى اقتصادات العالم اليوم إن لم يكن الأقوى إلى وقت كتابة هذه السطور، يعرِّج فيه الكاتب على الممارسات الاقتصادية الخاطئة لبعض السياسيين النافذين في الحكومات الأمريكية المتعاقبة، كما يوضِّح بجلاء أن لجوء الحكومات إلى الاختيار الأسهل المتمثِّل في الاقتراض دون الاكتراث بالحدود الآمنة لحجم الدين العام هو ناقوس خطر، وغالبًا ما تكون التكلفة من نصيب المواطنين.
مؤلف كتاب الإفلاس 1995.. الانهيار القادم لأمريكا
هاري فيجي: محارب أمريكي مخضرم، ولد في الثامن عشر من أكتوبر عام 1923، مؤسس ورئيس شركة Figgie International وشركة Clark Reliance Corporation ومؤسسة Figgie، توفي في عام 2009، من مؤلفاته “الإفلاس” 1995 (بالاشتراك).
جيرالد سوانسون: مدرس الاقتصاد في جامعة إلينوي، ثم مساعد عميد كلية الفنون الحرة جامعة أريزونا، وأستاذ مساعد للاقتصاد بجامعة توكسون، ومساهم في المجلات الأكاديمية، ومن مؤلفاته “الإفلاس” 1995 (بالاشتراك).