الإخفاق
مع ازدياد المديونية توحُّشًا عامًا بعد عام حتى وصلت إلى أرقام مفزعة وأصبح المستقبل غير واضح المعالم، فشلت كل المحاولات في السيطرة على الوضع، أو بمعنى أدق فشلت محاولات السيطرة على أطماع وأهواء الطبقة المنتفعة جرَّاء هذا العجز المالي المتزايد عامًا بعد عام، ومما ساعد على ازدياد الأوضاع سوءًا هو جهل الأمريكيين بما يجري حولهم وعدم إدراكهم الكافي للفظائع التي تم ارتكابها في حقهم وحق الأجيال القادمة من قِبل حفنة من السياسيين عجزوا وفشلوا في جميع محاولاتهم وثبت خطأ توقُّعهم أو عدم صدق أقوالهم أو الأمرين معًا.
حيث كان يتم مراعاة المصالح السياسية الخاصة أكثر من نظيرتها الاقتصادية خصوصًا مع قرب أي استحقاق انتخابي في البلاد، ذلك أن معظم السياسيين يدركون أن مدة بقائهم في مواقعهم تعتمد على نحو كبير على مدى تبنِّيهم لمشاريع تخدم ثلة من المنتفعين حتى لو أسهمت في زيادة العجز والمديونية، فضلًا عن سوء الإدارة الذي عمل على استنزاف الموارد المالية المتاحة وعدم استخدامها الاستخدام الأمثل طبقًا لمبدأ الموازنة بين التكلفة والعائد لجميع أوجه الاستخدامات المتاحة.
وإذا تعلَّق الأمر بوزارة الدفاع “البنتاجون”، والتي عادةً ما تكون لها الكلمة العليا في الحكومة الأمريكية من الصعب مراجعتها أو التحقيق في قراراتها التمويلية المختلفة، بل وصل بها الأمر إلى إيجاد السبل للتملُّص من قرارات اللجان المختلفة التي تنادي بالحدِّ من العجز والنفقات عبر ترشيد عملية الإنفاق وكبح جماح سباق التسلح، نظرًا إلى أن قرارات من هذا القبيل كفيلة بإزعاج بعض منتفعي التنفيذيين وسماسرة صفقات الأسلحة، لا سيما أن هناك تبادلًا دوريًّا في المناصب بين شركات الأسلحة الكبرى وبين مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية.
الفكرة من كتاب الإفلاس 1995.. الانهيار القادم لأمريكا
كيف تتشكَّل الأزمات الاقتصادية داخل الدول؟ وكيف تنهار أسواق المال فجأة! وما علاقة الاقتصاد بالسياسة والمصالح الخاصة؟ هذا الكتاب يعد دراما تحليلية عن واحد من أقوى اقتصادات العالم اليوم إن لم يكن الأقوى إلى وقت كتابة هذه السطور، يعرِّج فيه الكاتب على الممارسات الاقتصادية الخاطئة لبعض السياسيين النافذين في الحكومات الأمريكية المتعاقبة، كما يوضِّح بجلاء أن لجوء الحكومات إلى الاختيار الأسهل المتمثِّل في الاقتراض دون الاكتراث بالحدود الآمنة لحجم الدين العام هو ناقوس خطر، وغالبًا ما تكون التكلفة من نصيب المواطنين.
مؤلف كتاب الإفلاس 1995.. الانهيار القادم لأمريكا
هاري فيجي: محارب أمريكي مخضرم، ولد في الثامن عشر من أكتوبر عام 1923، مؤسس ورئيس شركة Figgie International وشركة Clark Reliance Corporation ومؤسسة Figgie، توفي في عام 2009، من مؤلفاته “الإفلاس” 1995 (بالاشتراك).
جيرالد سوانسون: مدرس الاقتصاد في جامعة إلينوي، ثم مساعد عميد كلية الفنون الحرة جامعة أريزونا، وأستاذ مساعد للاقتصاد بجامعة توكسون، ومساهم في المجلات الأكاديمية، ومن مؤلفاته “الإفلاس” 1995 (بالاشتراك).