حياةٌ صعبة في السجون ومحاولات فرار
حياةٌ صعبة في السجون ومحاولات فرار
خلال فترة السجن، عرفت فاطمة وأولادها معنى الجوع حقًّا، إذ اضطروا إلى أن تقتصر وجبتهم على العشاء فقط كالصيام، وقد رأت أولادها يذبلون أمامها بسبب الجوع والتسمُّم ولا يُقدِّم لهم أحد يد المساعدة أو العلاج، وما زاد من ألمها هو أنها قضت نحو ثماني سنوات في سجنها هذا بعيدة عن أولادها بعد أن قام السجَّانون بفصلهم في زنزانات، فأعلنت إضرابًا عن الطعام استمر نحو ثلاثة وأربعين يومًا دون جدوى، ثم حاولت الانتحار وتبعها ابنها لكنهما فشلا.
ثم بدأت بعد ذلك بالتخطيط مع ابنها عبد اللطيف للفرار من السجن عن طريق حفر نفق من خلال ثغرة اكتشفاها في أحد الجدران، وانضم إلى الخطة باقي أولادها في الغرف المجاورة، وتطلَّب الأمر ثلاثة أشهر لحفر النفق وإخفاء الأدوات والأتربة عن الحرَّاس، وبالفعل في التاسع عشر من نيسان/ أبريل عام 1987م نجح أربعة من أولادها في الهرب من خلال هذا النفق وهم مليكة وماريا ورؤوف وعبد اللطيف.
في صباح اليوم التالي فوجئ الحراس بالأمر وقد كانوا في حالة من الجنون لما سيقع عليهم من عقاب، وقد تسبَّب ذلك الحادث في تشديد الحراسة على نحو كبير على السجن وإرسال قوات عسكرية للبحث عن الفارين، وقد حاول المسؤولون من الشرطة والاستخبارات العامة مساءلة فاطمة وكان جوابها مقتصرًا على عدم علمها بشيء، لكنها كانت قلقة أيضًا، إذ كان من المخطَّط أن يلجأ أولادها الفارون إلى سفارة الولايات المتحدة أو فرنسا وبذلك ستعلم كل المغرب بما حدث، وتم نقلها وباقي السجناء إلى مفوضية شرطة بني شريف لضمان عدم محاولة الفرار واستكمال التحقيقات.
الفكرة من كتاب حدائق الملك: الجنرال أوفقير والحسن الثاني ونحن – شهادة ومذكرات
في يومٍ من الأيام فُوجئ العالم بأن زوجة الرجل الذي كان يومًا ما الرجل الأقوى في المغرب، قد عاشت نحو تسعة عشر عامًا في سجون مظلمة مع أولادها الستة بتوجيه ملك المغرب، وقد خرجت لتحكي معاناتها وتدفع الافتراء عن زوجها كونه عاش بالمغرب قبل استقلاله وكان دائمًا مواليًا لسلطانه، بل وهو أساس عودته إلى الحكم، فكيف تقلَّبت هذه الأحوال وأصبح في يومٍ وليلة قائدًا لانقلاب؟
في هذا الكتاب تحكي الكاتبة فاطمة أوفقير قصتها وحكايتها في سجنها وزوجها محمد أوفقير.
مؤلف كتاب حدائق الملك: الجنرال أوفقير والحسن الثاني ونحن – شهادة ومذكرات
فاطمة أوفقير Fatéma Oufkir: هي ابنة محمد عبد القادر الرجل العسكري في الجيش الفرنسي، وزوجة الجنرال المغربي محمد أوفقير، الذي يُعد شخصية سياسية نافذة في المغرب ما بين نَيْل المغرب للاستقلال وحتى عهد الملك الحسن الثاني، والعالِم بأسرار نظام المملكة المغربية وخفاياه، لذا قامت فاطمة بتأليف كتابها الوحيد “حدائق الملك”، وهي أيضًا أم الكاتبة “مليكة أوفقير” التي أصدرت كتابًا يخص معاناة العائلة في السجون المغربية.