المِهنُ المُضادة للهشاشة
المِهنُ المُضادة للهشاشة
في الأشهرِ التي سبَقَتِ الأزمة المالية الكبرى عام 2008، أكّدَ العديدُ من الخبراء في المَجَالِ المالي، أنه لا يوجدُ سببٌ يدعو للقلق. هؤلاء المهنيِيِن كانوا مخطئين تمامًا ، وكلفتِ الأزمةٌ الاقتصادَ العالمي ملياراتِ الدولارات.
بعد التنبؤ الخاطئ والكارثي، استمرَ العديدُ من هؤلاء “الخبراء” في مناصبهم، دون الحاجةِ إلى الاعتذار عن الخطأ الذي ارتكبوه. هذا لأنه في مَجَالاتٍ مثل هذه، يَعْرِفُ المحترفون بعضهم بعضًا، ويعتمدون على بعضِهمُ البعض، لذلك لا يوجّه أحدٌ انتقادًا للآخر. على الرغم من أن تحليلاتِهِم وتوقعاتِهِم حول الأزمةِ كانت خاطئةً تمامًا، وأثّرت سلبًا على حياة ملايين الأشخاص، إلا أن أخطاءَ هؤلاء المهنيين يتمُ نَسَيَانُهَا سريعًا.
يوجدُ الكثيرُ من الناسِ مثل هؤلاء، يعملون في مهنٍ مُضادةٍ للهشاشة، لأنّ الآخرين هم من سيعانون من الضرر. يكتسِبُ هؤلاءِ مكانَتَهُم عندما يكونون على حق، لكنهم لا يعانون من عواقب، إذا أخطأوا. أيضًا، المصرفيون المعاصرون اليوم مُضادون للهشاشة، يُخاطرون بأموالِ عُملائهم، فإذا كانوا يخاطرون بشكل صحيح، فإنهم يكسَبُون الكثيرَ من المال لأنفسهم، وإذا فشِلوا، فلن يخسروا شيئًا. أموالُ الآخرين هي التي على المحك.
الفكرة من كتاب مُضَادُّ الهشاشة
يتناول كتاب “مضادُّ الهشاشة” الأشياءَ والأفكارَ التي تستفيدُ من الفوضى وتحتاجُها للبقاء.
ففي عالم الأشياءِ مُضاداتُ الهشاشة يُصبحُ عدمُ التأكُّدِ ضروريًا، لأنه فقط ما هو مقاومٌ للهشاشة، يمكن أن ينمو ويتطور.
مؤلف كتاب مُضَادُّ الهشاشة
نسيم نيكولاس طالب هو أكاديمي ومؤلف للعديد من الأعمال الأكثر مبيعًا مثل البجعة السوداء ومخدعون بالعشوائية.كرس حياته لدراسة سبب وآثار الاحتمالات وعدم اليقين. وهو حاليًّا أستاذ في هندسة المخاطر بمعهد الفنون التطبيقية بجامعة نيويورك.