نشأة فاطمة أوفقير
نشأة فاطمة أوفقير
تتذكَّر الكاتبة أيام إقامتها مع عائلتها في خيام منطقة سيدي علال البهروري التي كانت تُسمى مخيم مونو، وسلالتها الأبوية التي تنحدر من ذرية من المعامرين البداة الذين قاتلوا لصالح السلطان لإخضاع البربر المتمردين، ولقد تزوج أبوها محمد بن عبد القادر من أمها يُمنى عمار، وفي عام 1936م أنجبا فاطمة في مكناس حيث عمل أبوها ضابطًا عسكريًّا وبناءً على أوامر الجيش الفرنسي سافر الأبوان والابنة إلى دمشق حيث أنجبا فؤاد هناك.
في عام 1940م ازداد اشتعال الحرب العالمية الثانية، وأصدرت فرنسا أوامر للضباط المقيمين بسوريا بترحيل عائلاتهم، وبسبب متاعب السفر توفيت أمها الحامل وهي على ظهر السفينة، ليقرِّر الأب إعادة فاطمة وأخيها إلى مكناس وكلَّف الخدم برعايتهما، وسافر هو إلى أوروبا على نهر الرين بناءً على الأوامر العسكرية، وعاشت فاطمة في تلك الفترة في رفاهية مع مربيتها وكذلك عائلة بن زيدان الثرية التي استقبلتها ورحبت بها، بل وبسببها استطاعت فاطمة لقاء السلطان محمد الخامس لأول مرة، وقد وصفته بالبساطة والهيبة في آن واحد.
في عام 1946م وبعد تحرير فرنسا من الاحتلال الألماني، عاد والد فاطمة إلى المغرب، وتزوَّج شابَّة تُسمَّى خديجة رشَّحتها له عائلة زيدان، كما أدخل فاطمة المدرسة الفرنسية، وقد حدث أن تُوفي أخوها فؤاد نتيجة مرض السرطان اللمفاوي في أثناء غياب والدها، مما جعله يرفض فكرة السفر مجددًا، وانتقلوا إلى منطقة زمُّور قرب الرباط في بيت كبير تابع لهم.
الفكرة من كتاب حدائق الملك: الجنرال أوفقير والحسن الثاني ونحن – شهادة ومذكرات
في يومٍ من الأيام فُوجئ العالم بأن زوجة الرجل الذي كان يومًا ما الرجل الأقوى في المغرب، قد عاشت نحو تسعة عشر عامًا في سجون مظلمة مع أولادها الستة بتوجيه ملك المغرب، وقد خرجت لتحكي معاناتها وتدفع الافتراء عن زوجها كونه عاش بالمغرب قبل استقلاله وكان دائمًا مواليًا لسلطانه، بل وهو أساس عودته إلى الحكم، فكيف تقلَّبت هذه الأحوال وأصبح في يومٍ وليلة قائدًا لانقلاب؟
في هذا الكتاب تحكي الكاتبة فاطمة أوفقير قصتها وحكايتها في سجنها وزوجها محمد أوفقير.
مؤلف كتاب حدائق الملك: الجنرال أوفقير والحسن الثاني ونحن – شهادة ومذكرات
فاطمة أوفقير Fatéma Oufkir: هي ابنة محمد عبد القادر الرجل العسكري في الجيش الفرنسي، وزوجة الجنرال المغربي محمد أوفقير، الذي يُعد شخصية سياسية نافذة في المغرب ما بين نَيْل المغرب للاستقلال وحتى عهد الملك الحسن الثاني، والعالِم بأسرار نظام المملكة المغربية وخفاياه، لذا قامت فاطمة بتأليف كتابها الوحيد “حدائق الملك”، وهي أيضًا أم الكاتبة “مليكة أوفقير” التي أصدرت كتابًا يخص معاناة العائلة في السجون المغربية.