ما آداب الدعاء؟
ما آداب الدعاء؟
للدعاء آداب ينصح بها مع الشروط حتى يكون مقبولًا والإجابة محقَّقة، ومنها: أن يكون الشخص على طهارة، وأن يدعو وهو مستقبل القبلة، مع جواز أن يدعو المسلم وهو غير مستقبل لها، كذلك من السنة أن يرفع يديه في الدعاء، لقوله ﷺ: “إن الله حييٌّ كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه أن يردَّهما صفرًا خائبتين”، ومن آداب الدعاء أيضًا ابتداء الدعاء بحمد الله ثم الصلاة على رسول الله ﷺ والدعاء بحاجته ثم ختمه بهما، وأن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلال، والتقرُّب إلى الله بكثرة النوافل بعد الفرائض، وهذا من أعظم أسباب إجابة الدعاء.
كذلك من آداب الدعاء أن نختار اسمًا من أسماء الله مناسبًا للمسألة التي نريد الدعاء بها كأن تقول: “يا رزاق ارزقني”، ومن آدابه أيضًا التضرُّع والخشوع وإظهار الافتقار إلى الله تعالى، والإلحاح في الدعاء ويسنُّ الدعاء ثلاثًا، وترك السجع المتكلَّف في الكلام واختيار جوامع الكلام للدعاء به، وأن يبدأ الداعي بنفسه ثم ذوي القربى والمسلمين.
وكذلك يستحب إخفاء الدعاء وعدم إظهاره لقوله تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾، ذلك أن في إخفاء الدعاء مقاصد وفوائد، منها أنه أعظم في الأدب والتعظيم، فنحن في حضرة الرؤساء والملوك لا نسأل برفع الصوت وإنما نخفض عندهم الأصوات، فما بالنا ونحن في حضرة الخالق ملك الملوك، كما أنه أبلغ في الإخلاص وفي التضرُّع والخشوع الذي هو روح الدعاء ومقصده، وكذلك أبلغ جمع القلب وخشوعه حيث إن رفع الصوت يتنافى مع الخشوع ويفرِّقه، كما أنه أدعى إلى دوام الدعاء والطلب، حيث اللسان لن يملَّ والجوارح لن تتعب وتكل برفع الصوت.
الفكرة من كتاب كيف يكون الدعاء مستجابًا؟
إن الدعاء علاقة سامية تُلخِّص معنى العبودية، كما أنه علاقة مباشرة بين العبد وربه بلا وسيط ولا شفيع، بمجرد أن يرفع يديه إلى ربِّه ويسأله حوائجه يستجيب له ربه ويعطيه من فضله وجوده وإحسانه، ولذلك قال رسول الله ﷺ: “الدعاء هو العبادة”، ونظرًا إلى أهمية الدعاء في حياة المسلم وضع الشرع له أحكامًا وآدابًا وسننًا ومنهيَّاتٍ تتعلَّق به.
يضمُّ هذا الكتاب بين دفَّتيه رسالة تقف بنا وقفاتٍ شائقة على مظانِّ الدعاء المستجاب، وآدابه بين العبد وربه، ونماذج من هديه ﷺ في ذلك لنقتدي بسنَّته ونتأسَّى به، وتعرَّفنا بما يجب علينا قوله وما لا يجب وما الشروط التي لا يصحُّ إلا بها، حتى إذا استكملها الإنسان يُرجَى له قبول الدعاء، ما إن يأتي الإنسان بها على الوجه المطلوب كانت الإجابة على قدر اجتهاده في تحصيل الشروط والآداب واجتناب موانعه.
مؤلف كتاب كيف يكون الدعاء مستجابًا؟
مطلِق الجاسِر: داعية كويتي، حصل البكالوريوس والماجستير في الشريعة الإسلامية، ونال درجة الدكتوراه في الاقتصاد الإسلامي، يشغل منصب عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت، وخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمشرف العام على مركز مرتقى للعلوم الشرعية، مركز بيانات.
من أبرز مؤلفاته: «المدخل إلى المعاملات المالية الإسلامية المعاصرة»، و«النقود والمصارف في الشريعة الإسلامية» و« زاد المسلم من العلم النافع».