في معاني الدعاء وأنواعه
في معاني الدعاء وأنواعه
أصل الدعاء أن تميل إلى الشيء بصوت وكلام، والدعاء في اللغة يأتي بمعنى الطلب والابتهال، واصطلاحًا هو الابتهال إلى الله بالسؤال والرغبة فيما عنده من الخير والتضرُّع إليه في تحقيق المرغوب والنجاة من المرهوب، والدعاء يكون على نوعين اثنين هما: دعاء العبادة ودعاء المسألة، وكل دعاء ورد في الكتاب والسنة لا يخرج معناه عنهما.
ودعاء العبادة هو الذي يشمل جميع أنواع الأعمال الصالحة، فمثلًا إذا صلَّى الإنسان أو صام فقد دعا ربه بلسان الحال أن يغفر له ويقيه عذاب النار ويعطيه من فضله، فالصالحات التي يعملها المرء هي في حد ذاتها دعاء عبادة، أما دعاء المسألة فهو طلب الداعي جلب ما ينفعه وصرف ما يضره، بمعنى أن يرفع العبد يديه إلى السماء داعيًا الله بمسألته.
وللدعاء فضائل عدة يحصل عليها المسلم في الدنيا والآخرة، منها: أن الدعاء في حد ذاته هو طاعة لله وامتثال لأوامره، بل إن النبي ﷺ في الحرص على أهميته قال: “الدعاء هو العبادة”، ومن فضله كذلك أن من يدعو الله لن تضيع دعوته ولن يعدم استجابته سواء كان أجرًا أم دفع سوء، لقوله ﷺ: “مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ؛ قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ”.
كما أن الدعاء من أنفع الأدوية مع البلاء، حيث يمنعه قبل وقوعه أو يرفعه أو يخفِّفه إذا نزل،كذلك من فضائله أنه ليس هناك ما هو أكرم على الله من الدعاء لما فيه من الاعتراف بقوة الله وقدرته وإظهار الفقر والعجز والتذلُّل له.
الفكرة من كتاب كيف يكون الدعاء مستجابًا؟
إن الدعاء علاقة سامية تُلخِّص معنى العبودية، كما أنه علاقة مباشرة بين العبد وربه بلا وسيط ولا شفيع، بمجرد أن يرفع يديه إلى ربِّه ويسأله حوائجه يستجيب له ربه ويعطيه من فضله وجوده وإحسانه، ولذلك قال رسول الله ﷺ: “الدعاء هو العبادة”، ونظرًا إلى أهمية الدعاء في حياة المسلم وضع الشرع له أحكامًا وآدابًا وسننًا ومنهيَّاتٍ تتعلَّق به.
يضمُّ هذا الكتاب بين دفَّتيه رسالة تقف بنا وقفاتٍ شائقة على مظانِّ الدعاء المستجاب، وآدابه بين العبد وربه، ونماذج من هديه ﷺ في ذلك لنقتدي بسنَّته ونتأسَّى به، وتعرَّفنا بما يجب علينا قوله وما لا يجب وما الشروط التي لا يصحُّ إلا بها، حتى إذا استكملها الإنسان يُرجَى له قبول الدعاء، ما إن يأتي الإنسان بها على الوجه المطلوب كانت الإجابة على قدر اجتهاده في تحصيل الشروط والآداب واجتناب موانعه.
مؤلف كتاب كيف يكون الدعاء مستجابًا؟
مطلِق الجاسِر: داعية كويتي، حصل البكالوريوس والماجستير في الشريعة الإسلامية، ونال درجة الدكتوراه في الاقتصاد الإسلامي، يشغل منصب عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت، وخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمشرف العام على مركز مرتقى للعلوم الشرعية، مركز بيانات.
من أبرز مؤلفاته: «المدخل إلى المعاملات المالية الإسلامية المعاصرة»، و«النقود والمصارف في الشريعة الإسلامية» و« زاد المسلم من العلم النافع».