ما الذي يمنعك من الانتحار؟!

فيكتور فرانكل، شاب نمساوي عمل في علم النفس وكان نابغًا ومميزًا قرَّبه رواد المدارس النفسية في ذلك الوقت إليهم، مثل فرويد وألفريد أدلر، وبعد أن كان شابًّا ناجحًا واعدًا وطموحًا يجد فرانكل – الذي كان يهوديًّا – نفسه فجأة أسيرًا في معسكرات هتلر النازية بعد أن قُتل جميع أفراد أسرته، ولم ينجُ سواه وأخته التي هربت إلى أستراليا.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

في المعسكر كان الوضع كارثيًّا: جوعى عراة بلا أمل، الإعدامات على أشدها، والمقاومة قد انعدمت بداخلهم حتى أصبح الانتحار حدثًا يوميًّا طبيعيًّا، فقد كان الأسرى يلقون بأنفسهم على الأسلاك فيموتون على الحال صعقًا بالكهرباء وقد رأوا الموت راحة لهم مما يعيشونه.

في وسط هذا البؤس وضع فرانكل نظريته الخاصة التي صارت مدرسة قائمة بذاتها في علم النفس، فقد وجد أنه في خضم تلك المآسي لم يصمد إلا من كان يملك سببًا يستحق أن يقاوم من أجله يجعل لحياته معنى وقيمة، وبدأ فرانكل في مساعدة الأسرى عن طريق تلك النظرية فيسألهم عن حياتهم لعلَّه يقف على ما يستطيعون الصمود من أجله ابنًا كان أو زوجةً أو حلمًا أو فكرةً أو علمًا، وبالفعل أنقذ العديد من الأشخاص من الانتحار عندما تذكروا ما يمكنهم أن يقاوموا من أجله.

وبعد الخروج من المعتقل استمر فرانكل في أبحاثه وجعل من تلك النظرية منهجًا علاجيًّا، فكان يسأل المرضى عن السبب الذي يمنعهم من الانتحار، ويبحث من خلال إجابتهم عن المعنى الذي يمكن أن يعيشوا من أجله ويزكيه في أعينهم. فالحياة مهما أخذت منك أو سلبتك كل شيء- كما حدث لفرانكل- إلا أنها لا يمكنها أن تسلبك حرية الاختيار في استجابتك، يقول ستيفن كوفي عن فرانكل وقصته في المعتقل إنها علمتنا أن الحرية التي لا يمكن لأي سجان أن يسلبها منك هي حرية أن تحلم.

﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.. لقد وضعت الهزائم النفسية في عصر عظمت فيه الخطوب وتكاثرت المصائب من حروب وقصف ودمار إلى المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، الكثيرين على حافة الاستسلام حتى ظنوا أن باطن الأرض ربما هو أرحم بهم من ظاهرها.. يستعرض المؤلف في هذا الكتاب قصصًا لمن مروا بهزائم قاصمة وتجاوزوها، ويذكر أيضًا بعض المدارس النفسية في معالجة الفشل والإحباط.

كريم الشاذلي: إعلامي وكاتب وباحث ومحاضر في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية، حصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة، وله أكثر من 17 كتابًا في مجالات الأسرة وبناء الذات تُرجم بعضها إلى أربع لغات.

من كتبه:

امرأة من طراز خاص.

أفكار صغيرة لحياة كبيرة.

لم يخبرونا بهذا قبل أن نتزوج.