تعريف الهزيمة

من الضروري الوقوف على معنى محدد لكل مصطلح، فكثير من الناس يطلقون معاني فضفاضة على كل شيء كالحب أو السعادة، حتى إذا كانت مقومات السعادة مثلًا بين أيديهم لم يشعروا بها إذ هم يجهلون حقيقتها وربما كان كل ما لديهم هو تطلعات غير واقعية، وكذا كل ما يجهله الإنسان فهو لا يدرك وجوده، وهو ما ينطبق على الشعور بالهزيمة أيضًا، فمتى يتيقن المرء أنه هزم حقًّا؟

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ويوضح الكاتب أن الهزيمة تعني العيش في دوامة من الأخطاء المتكررة، وأن تكون في حالة مستمرة من التعثر والسقوط لا أن تتعثَّر أو تسقط أحيانًا، إذ إن الهزائم والعثرات ذاتها أمر طبيعي، فحتى الأنبياء الذين هم أكمل البشر عقلًا ودينًا لم يسلموا من التعثر والمشقة، وسمى الله سبحانه هزيمة أحدهم بالمصيبة، ومع ذلك لم تعْدُ عن كونها حادثة.

وأفدح الأخطاء هو ما كان في حق الله عز وجل، وقد أخبرنا الرسول (عليه الصلاة والسلام) أن الأخطاء تحدث بلا شك وأن هناك سبيلًا إلى تصحيحها فقال: “كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون”، فالخطأ إذًا من طبيعة البشر وليس هناك خطأ لا يمكن تصحيحه.

ولقد ظلت الدولة الأموية في الحكم قرنًا من الزمان، مسيطرة على أكبر رقعة متماسكة، ثم إذا بتلك الدولة القوية العريقة تسقط ويُذبح الرجال وتهيم النساء في الشوارع على يد بني العباس، وبعد أن استقر حكم العباسيين نادوا بالعفو عن جميع رجال بني أمية، فأخبر يحيى أخاه عبد الرحمن من أحفاد هشام بن عبد الملك بن مروان بالعفو، لكنه رفض تصديق الخبر، في حين سلَّم يحيى نفسه فإذا ببني العباس يذبحونه، فقرَّر حينها عبد الرحمن أنه لا سبيل إلا الهروب من دمشق، فبعد أن كان من الأشراف في دولته قُتل أخوه أمامه، فترك وراءه ولده، وهرب شريدًا بلا مال ولم يكن معه سوى خادمه، وكان طريق الهروب مليئًا بالجواسيس، مع إعلان العباسيين عن مائة ألف دينار مكافأة لمن يحصد رقبته!

﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.. لقد وضعت الهزائم النفسية في عصر عظمت فيه الخطوب وتكاثرت المصائب من حروب وقصف ودمار إلى المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، الكثيرين على حافة الاستسلام حتى ظنوا أن باطن الأرض ربما هو أرحم بهم من ظاهرها.. يستعرض المؤلف في هذا الكتاب قصصًا لمن مروا بهزائم قاصمة وتجاوزوها، ويذكر أيضًا بعض المدارس النفسية في معالجة الفشل والإحباط.

كريم الشاذلي: إعلامي وكاتب وباحث ومحاضر في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية، حصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة، وله أكثر من 17 كتابًا في مجالات الأسرة وبناء الذات تُرجم بعضها إلى أربع لغات.

من كتبه:

امرأة من طراز خاص.

أفكار صغيرة لحياة كبيرة.

لم يخبرونا بهذا قبل أن نتزوج.