مصطلح الحاكمية
مصطلح الحاكمية
تعد الحاكمية من القضايا التي أثارت من الجدل الكثير، ليس بين الناس العاديين فحسب وإنما حتي بين المختصين الشرعيين، كما أنها الأصل الذي تلقَّفته كل الجماعات المتطرفة تقريبًا لتنقض بذلك عرى المجتمعات الإسلامية اليوم وتُلقي بها إلى خنادق الكفر والزندقة، وبذلك تستحل دماءها وأعراضها دون أن يرمش لها جفن، ونحن معشر المسلمين نقر بوجوب اتباع الشريعة التي شرعها الله لعباده، وألا ننازع اللهَ حقه في الحكم كما لم ننازعه في الخلق، فالله (عز وجل) له الخلق والأمر.
ولكننا نتساءل عن مناط الحاكمية ودائرة تطبيقها، وهل يعني تقرير مبدأ الحاكمية لله إلغاء حاكمية البشر واجتهاداتهم لما يُستحدث من وقائع وأحداث؟ ومن المنوط به إظهار حكم الله؟ وهل ثمة مشابهة بين هذا التصور وبين نموذج الدولة الدينية في الغرب؟ ونجيب عن هذا باختصار أن الإسلام أبعد ما يكون عن الانغلاق والعزلة ومصادرة الحريات، بل إن الاجتهاد وإعمال الفكر والاعتراف بحاكمية البشر، بل وتعددها أيضًا في ظل القواعد الكلية للشريعة الإسلامية لهو حقيقة من حقائق الشرع الإسلامي، والتي لم يشذ عن القول بها عالم من علماء الإسلام، وليس أدل على ذلك من هذا الموروث الضخم من الثراء والتنوع في الاجتهادات والفتاوى والأقضية والأحكام التي كانت نتائج فكر لاجتهاد العلماء المسلمين على مر العصور، كما تعد مناظرة سيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) للخوارج عندما فنَّد آراءهم ودحض شبهاتهم أصلًا في الرد على قوى التطرف والإرهاب اليوم في فهمهم المغلوط لقضية الحاكمية في الشريعة الإسلامية.
الفكرة من كتاب معركة المصطلحات بين الغرب والإسلام
مع تنامي ظاهرة الجدل والصدام الثقافي وقضايا الاستشراق والغزو الفكري بين المعسكرين الغربي والإسلامي، تأتي أهمية هذا الكتاب في طرحه العديد من المصطلحات التي تمثل في جوهرها قضايا شائكة وأسئلة محيرة للمجتمعين العربي والغربي على السواء، وقد تعدَّدت تلك الإشكاليات من قضايا سياسية إلى اجتماعية وعقدية، مما يضفي على الكتاب لونًا من المنهج الثقافي المقارن لتقريب وجهات النظر وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
مؤلف كتاب معركة المصطلحات بين الغرب والإسلام
محمد عمارة مصطفى عمارة: كاتب ومفكر إسلامي مصري، ولد في 8 ديسمبر 1931 بمحافظة كفر الشيخ، وحصل على الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية 1965م من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه في الفلسفة الإسلامية من الكلية نفسها، شغل عضوية كلٍّ من مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وهيئة كبار علماء الأزهر، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، كما كان رئيس تحرير مجلة “الأزهر” حتى 16 يونيو 2015، توفي في مساء يوم الجمعة 28 فبراير عام 2020.
ألَّف محمد عمارة ما مجموعه 147 كتابًا، منها تحقيق 13 عملًا كبيرًا ابتداءً من الأعمال الكاملة لرفاعة الطهطاوي، وانتهاءً بكتاب “السنة والبدعة” للشيخ محمد الخضر حسين، كما ألَّف خمسة كتب بالاشتراك مع آخرين، ومن أبرز مؤلفاته الأخرى:
التراث والمستقبل.
الغرب والإسلام.
الحركات الإسلامية: رؤية نقدية.