الثقافة.. محور التفاعل الاجتماعي
الثقافة.. محور التفاعل الاجتماعي
يُشار إلى الثقافة في أي مجتمع من المجتمعات على أنها نتاج مجموعة العادات والتقاليد والمعايير والقيم والرموز والمعتقدات التي يتوارثها الأفراد ويتعلَّمونها، فالثقافة إذًا هي ما تعطي المعنى للأفعال، وتوضح صوابية الأفعال ومشروعيتها لا من منظور القانون والدين وحسب، ولكن من منظور المجتمع وما اجتمعت عليه غالبية أفراده.
وتمثل الثقافة محور الأساس التي تنظم في إطاره كل الأفعال والنظم الاجتماعية؛ فالتنشئة الاجتماعية ما هي إلا عملية نقل الثقافة عبر الأجيال، والتغيير الاجتماعي بمعناه الشامل هو في جوهره انتقال من ثقافة راهنة إلى ثقافة أخرى في الحكم أو الأسرة أو الاقتصاد وسواهم، والمشكلات الاجتماعية ما هي إلا انحرافات في تعاطي الأفراد مع الثقافة السائدة في المجتمع.
وفي المجتمع تتحدَّد الأدوار الاجتماعية، وتُمنح المكانات، وتُشرِّع القوانين على أساس هذه الثقافة، وتتضح الثقافة في سلوكيات الطبيب والمدرس والمهندس، كما تتضح في سلوكيات الفلاح والعامل وراعي الأغنام، فالثقافة كالدولة تعكس الإرادة الجمعية للأفراد، وتخضع لها الأفراد كما تخضع للدولة، باعتبارها معبرًا عن ذاتهم وهويتهم.
الفكرة من كتاب ما علم الاجتماع؟
يتردد على مسامعنا وفي أثناء محاوراتنا كثير من المصطلحات، مثل المجتمع والتغيير والتنشئة الاجتماعية والطبقية، وغيرها من المصطلحات التي تتمحور حول فهم وتوصيف ما يدور في المجتمع حولنا من عمليات ووقائع تؤثر فينا ونؤثر فيها، فإن كل هذه المفاهيم والمصطلحات ما هي إلا جزء لا يتجزأ من دراسة علم الاجتماع، ويسعى هذا الكتاب إلى تفنيد هذه المصطلحات والتعريف بها عبر ربطها بنشأة علم الاجتماع ورواده الكبار من أمثال أفلاطون وأرسطو ورسو وابن خلدون ودوركايم.
مؤلف كتاب ما علم الاجتماع؟
أحمد عبد الله زايد: أستاذ علم الاجتماع، ولد في الجيزة في الـ30 من ديسمبر عام 1948، شغل عدة مناصب علمية وإدارية، فشغل منصب عميد كلية الآداب جامعة القاهرة، وعمل مستشارًا ثقافيًّا لجمهورية مصر العربية بالرياض في الفترة من (1998 – 2001)، مثلما شغل منصب مدير مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، كلية الآداب، جامعة القاهرة عام 2004.
لزايد عدة مؤلفات منها: «مقدمة في علم الاجتماع السياسي»، و«خطاب الحياة اليومية في المجتمع المصري»، و«صور من الخطاب الديني المعاصر»، و«الدولة بين نظريات التحديث والتبعية»، و«تناقضات الحداثة فى مصر».