في النظم الاجتماعية
في النظم الاجتماعية
حاول علماء الاجتماع نقل علاقات المجتمع وتفاعلاته المُعقدة من حيز الواقع المُتشابك إلى حيز الدراسة المُجردة، فسعوا إلى وضع مفاهيم وتصورات عن واقع المجتمع وتفاعلاته، وكان من أوائل هذه التصورات، هو تصوير المجتمع على أنه بناء له أعمدة وجدران، بينها علاقات تفاعل وتساند، ناشئ عن مجموعة الأدوار التي يقوم بها كل فرد في مجتمع، نتيجة شغله مكانة مُعينة فيه.
كل هذه المكانات والأدوار والعلاقات تُكَوِّن في النهاية نظامًا اجتماعيًّا، إما أن يكون فرعيًّا في مجال معين من المجالات، كالأسرة والاقتصاد والسياسة، وإما أن يكون كليًّا أو كبيرًا حاويًا لمجالات المجتمع ككل ونظمه الفرعية المختلفة، حينما نتحدث عن النظام الاجتماعي، ويقوم النظام بعد تبلوره بمجموعة من الوظائف التي تحافظ على استقراره واستمراره.
إن أي نظام يندرج تحت مفهوم النظام الاجتماعي، يتأثر بالبيئة المُحيطة به، سواء كانت بيئة اجتماعية أو تشريعية أو ثقافية، فيخلق على أساسها ثقافته (ثقافة النظام)، أو يضع قواعده التي تصبح مع مرور الوقت حاكمة لهذا النظام، وتصبح تحركات النظام كلها تصب في مصلحة الحفاظ على بقائه والتكيف مع التغيرات المُستجدة عبر الزمن.
الفكرة من كتاب ما علم الاجتماع؟
يتردد على مسامعنا وفي أثناء محاوراتنا كثير من المصطلحات، مثل المجتمع والتغيير والتنشئة الاجتماعية والطبقية، وغيرها من المصطلحات التي تتمحور حول فهم وتوصيف ما يدور في المجتمع حولنا من عمليات ووقائع تؤثر فينا ونؤثر فيها، فإن كل هذه المفاهيم والمصطلحات ما هي إلا جزء لا يتجزأ من دراسة علم الاجتماع، ويسعى هذا الكتاب إلى تفنيد هذه المصطلحات والتعريف بها عبر ربطها بنشأة علم الاجتماع ورواده الكبار من أمثال أفلاطون وأرسطو ورسو وابن خلدون ودوركايم.
مؤلف كتاب ما علم الاجتماع؟
أحمد عبد الله زايد: أستاذ علم الاجتماع، ولد في الجيزة في الـ30 من ديسمبر عام 1948، شغل عدة مناصب علمية وإدارية، فشغل منصب عميد كلية الآداب جامعة القاهرة، وعمل مستشارًا ثقافيًّا لجمهورية مصر العربية بالرياض في الفترة من (1998 – 2001)، مثلما شغل منصب مدير مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، كلية الآداب، جامعة القاهرة عام 2004.
لزايد عدة مؤلفات منها: «مقدمة في علم الاجتماع السياسي»، و«خطاب الحياة اليومية في المجتمع المصري»، و«صور من الخطاب الديني المعاصر»، و«الدولة بين نظريات التحديث والتبعية»، و«تناقضات الحداثة فى مصر».