ملحدون ذوو آباء معيبين
ملحدون ذوو آباء معيبين
إن الملحد هو من يرفض الإيمان بالله الواحد الذي يسمو فوق العالم والذي قد يكون له علاقة شخصية بالبشرية، وقد قدَّم الكاتب أربعة وعشرين شخصية مُلحدة معروفة، وقاس عليها فرضيته، وقد قسَّمهم إلى خمسة أقسام تبعًا لحالة الأب، وهذه الأقسام هي: الآباء الميتون، والآباء الضعاف ومسيئو المعاملة، والملحدون القاصرون، والملحدون المعاصرون، والملحدون الجدد.
فمن القسم الأول: الآباء الميتون، ومن النماذج التي تتبع سيرتها الذاتية “فريدريك نيتشه”، وُلِد نيتشه في قرية صغيرة في ألمانيا وهو نجل لقس لوثري، وقد توفي والده في عيد ميلاد نيتشه الخامس، وبتتبُّع مؤلفات نيتشه نجد أنه قد أحب والده إلا أنه اعتبره إنسانًا ضعيفًا وواهنًا يفتقر إلى “قوة الحياة”، فرفض نيتشه المسيحية باعتباره رفضًا لضعف والده، واختار الإله ديونيسيوس -وهو تعبير وثني عن قوَّة الحياة- وقد أكَّد وجود شخصية السوبر مان “الإنسان الأمثل”، والتي يمكن تفسيرها بأنها الشخصية المثالية لوالده، وغير نيتشه نجد المُلحد ديفيد هيوم وبيرتراند رسل وجان-بول سارتر وبول ألبير كامو، الذين فقدوا آباءهم وهم أطفال، أما آرثر شوبنهاور الذي يُعرف بالمتشائم الأكبر فقد انتحر والده.
والقسم الثاني: الآباء الضعاف ومسيئو المعاملة، فمن النماذج التي تتبع سيرتها هو الملحد “توماس هوبز”، فقد كان والده نائب القس في الكنيسة، ولم يكن لديه من الصفات التي تدعو إلى الاحترام، فوُصف أنه جاهل وسريع الغضب، وكان يغط في النوم خلال تأدية الخدمات الموكلة إليه، ومن الملحدين الذين ذكرهم: جاك ملييه وفولتير وجان دالامبير وبارون دي هولباخ ولودفيغ فيورباخ وصموئيل بلتر وسيغموند فرويد وهربرت جورج ويلز، الذين كانوا جميعًا من القسوة والعنف من خلال الأب أو كان الأب شخصية ضعيفة مُهزَّأة.
أما القسم الثالث فهم الملحدون القاصرون، ومنهم جون تولاند الذي لم يكن لديه أب معروف ويقال إنه كان طفلًا غير شرعي لقس الروم الكاثوليك، ومن هؤلاء الملحدين أيضًا ريتشارد كارلايل وروبرت تايلور.
الفكرة من كتاب نفسية الإلحاد: إيمان فاقد الأب
هل يبني الإنسان معتقداته على الأفكار والبراهين فحسب؟ أم أن هناك عوامل أُخرى قد ينفعل بها الإنسان عند اختياراته؟ في الحقيقة قد يجد البعض صعوبة في الإيمان بالإله نتيجة لظروف خاصَّة سابقة أو حالية إلا أن له الإرادة الحُرَّة بلا شك، ففي هذا الكتاب يفتح لنا الكاتب زاوية جديدة عن دوافع الإلحاد، فيقدِّم “سيكولوجية الإلحاد”، وذلك بالتركيز على المشكلات النفسية لدى المُلحد، وخصوصًا “مشكلة الأب” كما سمَّاها، ومدى تعلُّق مرض التوحُّد بالإلحاد، وقد يقوم المُلحد بنشر الإلحاد الناتج عن حالة نفسية معينة فيتحول ما هو شخصي إلى سياسي، ويصبح الإلحاد ظاهرة اجتماعية لها عواملها الأخرى التي تزيد من انتشارها.
مؤلف كتاب نفسية الإلحاد: إيمان فاقد الأب
الدكتور بول كلايتون فيتز (Paul Clayton Vitz)، وُلد في سنة 1935 ميلاديًّا، عالم نفس أمريكي حصل على البكالوريوس في علم النفس من جامعة ميشيغان ثم الدكتوراه في علم النفس من جامعة ستانفورد.
عمِل الدكتور “فيتز” أستاذًا فخريًّا لعلم النفس في جامعة نيويورك، ويقوم حاليًّا بالتدريس في معهد العلوم النفسية بجامعة الرحمة الإلهية في ستيرلنغ بولاية فيرجينيا، وركَّز عمله على الكشف عن العلاقة بين علم النفس والتديُّن والإلحاد.
من مؤلفاته: Sigmund Freud’s Christian Unconscious
Psychology as Religion: The Cult of Self-Worship