الأب المَعيب
الأب المَعيب
قد لا يقبل الكثيرون نظرية فرويد الأوديبية، ولهذا يرى الكاتب أننا بحاجة إلى نظرية نفهم من خلالها الإلحاد بشكل أوسع، ولهذا قدَّم الكاتب نظرية “الأب المعيب” يفسِّر من خلالها الحالة النفسية للمُلحد، وقد اعتمد في بناء نظريته على “نظرية التعلُّق” والتي كان أول من قدمها عالم النفس جون بولبي، ثم كانت أول من قاس هذه المقاربة تجريبيًّا عالمة النفس ماري أينسوث، حيث تحدد هذه النظرية الأهمية المحورية لرابطة التعلُّق المُبكرة بين الأم والطفل، فتؤسس هذه العلاقة النموذج الداخلي للعلاقات الشخصية المتبادلة عند الطفل، تليها علاقة الطفل بأبيه، فعلى الرغم من كونها عمومًا أقل أهمية من الأم فإنها مهمة جدًّا، حيث إن كثيرًا من الأبحاث في مجال العلاقة بالله أظهرت أهمية أكبر للعلاقة بالأب.
فأول من بدأ بدراسة العلاقة بين التعلُّق والمعتقد الديني كيركباتريك وشيفر، حيث يوضحان أن علاقة المرء بالله مختلفة نوعيًّا عن العلاقة بالبشر، فإنها تبقى على الرغم من ذلك علاقة تبادلية؛ وهي بذلك تتأثر بنظام التعلُّق وبالأنماط الداخلية للتعلُّق، القائمة على دراسة الطفولة، وقد أظهرت الدراسات المختلفة أن الأشخاص الذين لديهم أشكال غير آمنة من التعلُّق يكونون أكثر عرضة لتغيير دينهم فجأة، فتديُّن أصحاب التعلُّق الآمن عادةً ما يكون أكثر استقرارًا مع الزمن، وأكثر توافقًا مع تديُّن الأبوين، وبعكس ذلك يكون تديُّن أصحاب التعلُّق غير الآمن محفزًّا بالاحتياجات العاطفة، وغير مستقر في كلا الاتجاهين -التحوُّل والردة- كما يكون ارتباطه بتديُّن الوالدين أضعف.
فملخص الجمع بين الفريضتين؛ الأب المعيب، وفرضية التعلق غير الآمن، عندما يؤخذان معًا تطرحان أن كل ما قد يضعف أو يؤذي علاقة الطفل بوالده أو أبويه سيؤدي عمومًا إلى جعله عرضة خلال البلوغ للإلحاد أو الكفر أو لمعتقدات روحانية خالية من إله.
الفكرة من كتاب نفسية الإلحاد: إيمان فاقد الأب
هل يبني الإنسان معتقداته على الأفكار والبراهين فحسب؟ أم أن هناك عوامل أُخرى قد ينفعل بها الإنسان عند اختياراته؟ في الحقيقة قد يجد البعض صعوبة في الإيمان بالإله نتيجة لظروف خاصَّة سابقة أو حالية إلا أن له الإرادة الحُرَّة بلا شك، ففي هذا الكتاب يفتح لنا الكاتب زاوية جديدة عن دوافع الإلحاد، فيقدِّم “سيكولوجية الإلحاد”، وذلك بالتركيز على المشكلات النفسية لدى المُلحد، وخصوصًا “مشكلة الأب” كما سمَّاها، ومدى تعلُّق مرض التوحُّد بالإلحاد، وقد يقوم المُلحد بنشر الإلحاد الناتج عن حالة نفسية معينة فيتحول ما هو شخصي إلى سياسي، ويصبح الإلحاد ظاهرة اجتماعية لها عواملها الأخرى التي تزيد من انتشارها.
مؤلف كتاب نفسية الإلحاد: إيمان فاقد الأب
الدكتور بول كلايتون فيتز (Paul Clayton Vitz)، وُلد في سنة 1935 ميلاديًّا، عالم نفس أمريكي حصل على البكالوريوس في علم النفس من جامعة ميشيغان ثم الدكتوراه في علم النفس من جامعة ستانفورد.
عمِل الدكتور “فيتز” أستاذًا فخريًّا لعلم النفس في جامعة نيويورك، ويقوم حاليًّا بالتدريس في معهد العلوم النفسية بجامعة الرحمة الإلهية في ستيرلنغ بولاية فيرجينيا، وركَّز عمله على الكشف عن العلاقة بين علم النفس والتديُّن والإلحاد.
من مؤلفاته: Sigmund Freud’s Christian Unconscious
Psychology as Religion: The Cult of Self-Worship
أحدث التعليقات