أحداث سبقت مولده
أحداث سبقت مولده
هو عماد الدين بن آق سنقر بن عبد الله آل ترغان، وينتمي إلى قبائل (السبايو) التركمانية، وكان أبوه آق سنقر من أقرب أصحاب السلطان ملكشاه الأول إليه، ولقبه ملكشاه بلقب “قسيم الدولة” ويعني الشريك، كما قربه السلطان السلجوقي لما قدمه آق سنقر من خدمات جليلة، وقد تسلم حلب وهي في حالة من الفوضى وانعدام الأمن، فعمل على إعادة الأمور إلى نصابها والتخلص من الفساد، وانتعشت حركة التجارة في حلب مجددًا.
واتفق المؤرخون على ما انتشر فترة حكم سنقر من عدل ونمو اقتصادي وتوسع عمراني، حيث جدد سنقر عمارة منارة حلب بالجامع عام 482 هـ ليظل اسمه منقوشًا عليها حتى اليوم، وقد ترصَّد له حاكم دمشق “تُتش” وطمع في مُلك حلب، فسارع آق سنقر بتنظيم الجيش الحلبي الذي وصل عدده إلى نحو عشرين ألف مقاتل في معاركه مع تُتش.
ولما هدَّد الفاطميون الأراضي السلجوقية واستولوا على عكا وصور وصيدا وجبيل، طلب تُتش دعم السلطان السلجوقي وانضمام آق سنقر وبوزان صاحب الرها إلى حملته، وبالفعل خرجت تلك القوات المتحالفة عام 483هـ واستطاعت إخضاع حمص، وبعد وفاة السلطان ملكشاه تصارع أبناؤه وأخوه تُتُش على الحكم، وتجهز تُتُش للزحف شرقًا لإخضاع البلاد لسلطانه وذلك بالتحالف مع آق سُنقر وبوزان، واستطاعوا إخضاع الموصل وديار بكر، ثم سار تُتُش إلى خراسان بعدما علم أن ابن أخيه بركيارق بن ملكشاه قد قوي أمره، لكن فوجئ تُتش بتخلي آق سنقر وبوزان عنه وانضمامهما إلى بركيارق، مما أضعف موقفه ليقرر الانسحاب إلى الشام والتحالف مع صاحب أنطاكية، واستطاع أن يهزم آق سنقر ثم أسره وقتله وتسلم قلعة حلب.
الفكرة من كتاب السلطان الشهيد عماد الدين زنكي
لم يكن المشروع الإسلامي الذي حقَّقه صلاح الدين الأيوبي ومن قبله نور الدين زنكي إلا استكمالًا لما بدأه قائد مُسلم وسياسي بارع يُدعى عماد الدين زنكي، إذ بدأ الأمر من مدينة لم يتوقع أحد أنها ستكون يومًا ما الانطلاقة نحو توحيد مصر وبلاد الشام وتحرير الأقصى، وهي مدينة الموصل.
وفي الوقت الذي ضعفت فيه البلاد الإسلامية وتفكَّكت حتى اعتبرت كل مدينة نفسها دولة تحارب جارتها المسلمة، يخرج هذا الأمير أو كما عُرِف بالأتابك، من إمارته الصغيرة نحو مشروعه الضخم الذي سيشهد نجاحًا غير مسبوق استحق تحرير الأقصى!
مؤلف كتاب السلطان الشهيد عماد الدين زنكي
علي محمد محمد الصلابي: فقيه ومؤرخ ومحلِّل سياسي ليبي الجنسية، نال درجة الماجستير في أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن، كما حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية.
له العديد من المؤلفات منها: “دولة السلاجقة: موسوعة الحروب الصليبية”، و”الشورى فريضة إسلامية”، و”صفحات مشرفة من التاريخ الإسلامي”، و”فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب”.