الإرهاب من زاوية عربية
الإرهاب من زاوية عربية
لا يحتاج الأمر إلى كثير عناء لتوضيح مدى الاهتمام الراهن من قِبل المجتمع العالمي بقضية الإرهاب، ورغم الاختلافات العديدة بين الدول في تعريفه وتصنيف الكيانات الإرهابية المختلفة، فإن جميع دول العالم تقريبًا بلا استثناء قد ذاقت بعضًا من ويلاته بصورة أو بأخرى، وبعيدًا عن الدخول في سفسطة لفظية لا تُسمِن ولا تغني من جوع حول تفنيد التعاريف المستخدمة لظاهرة الإرهاب، نودُّ الإشارة إلى ملمح خاص في الاختلاف بين تصوُّر العقل العربي ونظيره الغربي حول تلك القضية، لا سيما أن العقل الغربي اليومي يربط بصورة تلقائية بين مصطلحي العرب والإرهاب حتى كاد الأمر أن يكون بمثابة وجهين لعملة واحدة!
فالعقلية الغربية عادةً ما تلصق تهم الإرهاب بالجانب الأضعف والمهزوم، إذ إن كل الحروب والجرائم والانتهاكات والإبادات الجماعية المنظَّمة بواسطة الدول العظمى يتم إدراجها تحت بند الاستخدام المشروع للقوة، بينما تصب تلك الآلة الإعلامية الغربية جام غضبها واستنكارها على ممارسات العنف التي يقوم بها فرد أو مجموعة أفراد على نطاق أضيق بكثير من الصورة الأولى، بل لا تستنكف أن تطلق وصف الإرهاب على مجتمعات وعقائد بأكملها جراء بعض المصالح السياسية أو الاقتصادية.
كما أنها لا تنتبه إلى أن الضعيف الذي يواجه ترسانة الدول الاستعمارية القوية من الأسلحة ولا يملك في يده غير كومة حجر لا يستطيع أن يجابه تلك الدول بحرب نظامية شاملة، لذا يضطر إلى حرب العصابات والعمليات النوعية كبديل عن الاستسلام والتفريط في حقه الشرعي لدفع العدوان، ورغم التأكيد البيِّن أن جميع الدول المتقدمة تمارس إرهابًا أفظع من نظيرتها من الدول النامية؛ فإن الفارق أن الدول المتقدمة تعمل على توظيف إرهابها لخدمة مصالحها والتربُّح من ورائه، بينما غيرها من الدول النامية تخسر حتى وإن كانت أهدافها نبيلة!
الفكرة من كتاب خطاب إلى العقل العربي
في ظل أزمة ثقافية يعيشها الوطن العربي، أصبح المثقف العربي خلالها غريبًا في وطنه ويجد صعوبة في التواصل مع الوسط المحيط، فضلًا عن وسائل التواصل التي انتشرت حاليًّا وتعمل بصورة أو بأخرى على تشكيل القالب الثقافي المجتمعي.. في هذا الكتاب يحاول المؤلف الاقتراب من الأزمة الثقافية العربية، ومشكلة التوافق بين الأصالة والمعاصرة، والصدام مع السلطة والتقاليد، وبحث العلاقة بين الذكاء الاصطناعي المتمثِّل في العقل الإلكتروني وبين العقل البشري.
مؤلف كتاب خطاب إلى العقل العربي
فؤاد زكريا: أكاديميٌّ مِصريٌّ وعَلَمٌ من أعلام الفِكر العربي المُعاصِر، وُلِد في مدينة بورسعيد في ديسمبر عامَ ١٩٢٧م، وتخرَّجَ في قسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة، ونالَ درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة عين شمس.
عمِلَ أستاذًا ورئيسًا لقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة عين شمس، وعمِلَ بالأمم المتحدة مستشارًا لشؤون الثقافة والعلوم الإنسانية في اللجنة الوطنية لليونسكو بالقاهرة، ونال جائزةَ الدولة التقديرية، وجائزةَ الدولة التشجيعية عامَ ١٩٦٢م عن كتابه «اسبينوزا»، وجائزةَ مؤسسة الكويت للتقدُّم العلمي عامَ ١٩٨٢م عن ترجمته لكتاب «حكمة الغرب» لِبرتراند رسل، تُوفِّي بالقاهرة عامَ ٢٠١٠م، عن عمر يناهز الثلاثة وثمانين عامًا.
له العديدُ من المُؤلَّفات منها: «التفكير العلمي»، و«الثقافة العربية وأزمة الخليج»، و«الصَّحْوة الإسلامية في ميزان العقل»، و«آراء نقدية في مشكلات الفِكر والثقافة»، وغيرها الكثير.