إثارة الذعر
إثارة الذعر
عندما يرى القادة خطرًا محدِّقًا بهم ولا يتمكَّنون من إيقاظ الشعب لرؤية هذا الخطر، يلجأون إلى هذا الأسلوب، ويضرب الكاتب مثالًا بعدم اهتمام الشعب الأمريكي بخطورة الاتحاد السوفييتي، ولجوء القادة إلى الكذب ليحصلوا على دعم الشعب.
ويوجه هذا الأسلوب إلى الجميع بمن فيهم الخبراء في الشؤون الخارجية الذين يميلون إلى تقليل أهمية التهديد، وأيضًا إلى موظفي الدولة، وقد يلجأ القادة إلى هذا الأسلوب لظنهم أنه يخدم المصلحة العامة وليس لمكاسب شخصية، ويستخدمون أيضًا تضخيم التهديد للحصول على دعم شعبي لزيادة الإنفاق العسكري أو زيادة التوظيف في الجيش ودعم التجنيد الإجباري أو لشن حرب على عدو متربص، وعلى الرغم من ظهور هذه الوسيلة في حالة السلم، فإنها تستخدم في أثناء سير الحرب إذا شعر القادة بأن الشعب تهاون في دعمه المعنوي.
وقد لجأت ثلاث حكومات أمريكية لهذه الاستراتيجية لتشجيع شعبها المتردد لشن الحرب مثل الهجوم على العراق، استخدمت حكومة بوش إثارة الذعر بسبب إدراكها لعدم حماسة الشعب الأمريكي لغزو العراق، فلجأت الحكومة إلى الأكاذيب والكتمان والتلفيق والمبالغة في الخطر الذى يشكله صدام حسين، ومن هذه الأكاذيب ادعاء مهندسي الحرب على العراق، بأن صدام يمتلك أسلحة دمار شامل في حين أن الحقيقة كانت بخلاف ذلك، وأيضًا الادعاء بتعاون صدام مع أسامة بن لادن، وأن هناك علاقة مشبوهة بين العراق والشبكة الإرهابية لتنظيم القاعدة، على الرغم من عدم وجود دليل قاطع على هذه العلاقة، واعتراف الأمريكيين بذلك فيما بعد، فهذا الأسلوب يُفرض من الأعلى إلى الأدنى، وهو سلوك غير ديمقراطي ومع ذلك يمارسه القادة لأنهم يعتقدون أنه يحقق مصلحة وطنية.
الفكرة من كتاب لماذا يكذب القادة؟
يتحدث الكاتب عما أسماه “الكذب الاستراتيجي”، أو “النبيل” الذي يستخدمه القادة لتحقيق مصالح الشعب أو الوطن، لا المصالح الشخصية، ويرى أن الكذب نوعٌ من الخداع بالإضافة إلى الإخفاء والتلفيق، ويدرس أنواع الكذب الاستراتيجي، أهدافها ودوافعها وأشكالها، ومتى تزداد ومتى تقل، وأهمها إثارة المخاوف والتعمية أو التغطية الاستراتيجية وصناعة الأساطير.
مؤلف كتاب لماذا يكذب القادة؟
جون ميرشايمر John J. Mearsheimer: أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، تخرَّج عام 1970، وحصل على الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا، وقد داوم في كلية الخريجين بجامعة كورنيل عام 1975 وحاز شهادة الدكتوراه عام 1980.
له مؤلفات كثيرة عن القضايا الأمنية والسياسة الدولية بوجه عام، ومنها:
ليدل هارت ووطأة التاريخ.
مأساة سياسة القوى العظمى.
العائق النووي والأخلاق الاستراتيجية.