الثورةُ الزراعيّةُ والطفرةُ السُكّانية
الثورةُ الزراعيّةُ والطفرةُ السُكّانية
العالَمُ القديمُ كان غنيًا بالموارد؛ قُطْعَانِ الحيواناتِ سَمينةٌ، والنباتاتِ صالحةُ للأكل في كل مكان. اعتادَ البشرُ على جمْعِ الغذاءِ بسُهُولة، وتناولِ ما يحتاجونَهُ مِنْه. مواردُ الأرضِ كانت عديدة، لِذا، لم يكن التغيير ضروريًا. لكن، قبل 10000 عام، تغيَرَ هذا الوضعُ بشكلٍ جذري، عندما بدأتِ الثورةُ الزراعية.
لا نعرِفُ ما الذي أحدثَ هذا التغيير، ولكن في الوقت ما بين 9500 و 8500 قبل الميلاد، بدأ البشرُ في العالمِ بزراعةِ النباتات الصالحةِ للأكلِ وتربيةِ الحيوانات، مما أدى إلى نَمَطِ حياةِ الفلاح.
كان هذا تغييرًا خطيرًا للبشرِ بشكل عام؛ حيثُ غيّرتِ الزراعةُ حياتِهِمُ اليوميةُ تمامًا، وأدت إلى زيادة حجم أعمالهم. وأيضًا، بسبب زيادةِ كميّةِ الغِذاءِ والموارد، أدى ذلك إلى تطويرِ الهَرَميّةِ الاجتماعيةِ، وكان فيها المزارعون في قاعدةِ الهرم.
الزراعةُ ساعدتِ البشرَ على جمْعِ المواردِ والازدهارِ، وأدتْ إلى مَزيدٍ من التنظيمِ والاهتمامِ بالمستقبل، لكنها عززتْ أيضًا السلوكَ الجَشِع. كما أنّ الطبيعةَ الثابتة للزراعةِ جعلتْ الإنسانيةَ أكثرَ إقليميًة. قاتلَ البشرُ بعضَهمُ البعضَ لحمايةِ أرضِهِم. عِلاوةً على ذلك، جعلتِ الزراعةُ الطَفْرَةَ السُكّانية تزدادُ بشكلٍ كبيرٍ لدرجةِ أنّ الإنسانيةَ لن تستطيع العودةَ إلى عاداتِهَا القديمةِ، حتى لو أرادت ذلك. لم تكن هناك عودةٌ الى الوراء.
مع تطوّرِ المُجتمع، بدأَ البشرُ في ترتيبِ أنفُسِهِم بتنظيمٍ هَرمي، ووضِعَ كبارُ القادةِ وصنّاعُ القرارِ على القمة. بحلولِ عام 8500 قبل الميلاد، بدأتْ تتشكّلُ القرى الكبيرة، وبحلول 2200 قبل الميلاد، تشكلت الإمبراطوريةُ الأولى بمليون شخص.
الفكرة من كتاب الإنسان العاقل
يتناولُ كتاب “الإنسانُ العاقل” النقاطَ الرئيسية لتطورنا، ويستكشفُ النقاطَ الإيجابيةَ والسلبية لهذه التطورات؛ حيث يعيدُ المؤلفُ “يوفال نوح هراري”، كتابةَ تاريخِ الإنسان، مُنتقلًا بين حقائقَ مذهلةً مثلِ تطورِ الاتصالاتِ، والثورةِ المعرفيةِ، والثورةِ الزراعيةِ، والثورةِ العلمية.
مؤلف كتاب الإنسان العاقل
يعمل يوفال نوح هراري أستاذًا في الجامعة العبرية في القدس، وهو متخصص في التاريخ العالمي، كتاباته تتناول و تفحص مواضيع مهمة كالإرادة الحرة، الوعي والذكاء.