الثورةُ المَعْرِفيّةُ وقوةُ التواصلِ البشري
الثورةُ المَعْرِفيّةُ وقوةُ التواصلِ البشري
منذ حوالي 70000 عام، بدأ البشرُ يَصَعدُونَ في صفوفِ المملكة الحيوانية، عندما ظهرت أساليبُ ثوريةٌ لتبادلِ المعلومات بينهم. سَمَحَ تطويرُ اللُّغاتِ بجمع وتبادلِ وتلقي المعلومات، بطُرقٍ لم تستطعِ الحيواناتُ الأخرى القيامَ بها، مما أدّى إلى حُدوثِ تغييرٍ كبيرٍ في طريقةِ حياة البشرية، هذا التغييرُ معروفٌ باسم الثورة المَعْرِفية.
فكرةُ أنّ البشرَ قد ازدَهَرُوا لأنهم كانوا أولَ حيواناتٍ تكتشفُ كيفيةَ التواصل، هي فكرة خاطئة؛ فقد استخدَمَتِ الأنواعُ الأخرى اللغة؛ فباستخدام الإيماءاتِ والضوضاء، تقومُ الحيواناتُ بتوصيلِ المعلوماتِ للحيواناتِ الآخرى، مثلِ عُرُوضِ التَزَاوجِ وتواجدِ الحيوانات المفترسة القريبة.
على الرُغمِ من أنَّ هذا النوعَ من الاتصالات فعّال، إلا أنه بِدائيٌ للغاية، فيمكن للحيوانِ استخدامُ لُغَتِهِ لجعلِ الحيواناتِ الأخرى تُدركُ أنّ هناكَ ثمارًا جيدةً للأكل، لكنّهُ لا يستطيعُ إعطاءَ موقعِ الفاكهةِ دون الذهابِ إلى هناك. يمكنُ للحيوانِ أن ينقلَ أنّ النِمْرَ الجائعَ قادمٌ، ولكن لنْ يمكنَهُ إيصالَ أين ومتى. على عكسِ لُغَةِ البشرِ المعقدة، يستطيعُ البشر استخدام لغتهم لإيصال معلومات محددة مثل الموقع المحدد للمفترس، وأفضل وقت للعثور على الطعام، ومخاطر التحرك وحيدًا في منطقة، وما إلى ذلك.
الاختلافُ الآخرُ في اللغة البشريةِ وغير الموجود في لغات الحيوانات الأخري، هو الحديثُ عن الآخرين. البشرُ بطبيعتهم مخلوقاتٌ اجتماعية، ويحتاجون إلى التواصل والتَجَمُّعِ لتزدهر حياتُهم.
أيضًا، يمكن للبشرِ الاحتفاظُ بالمعلومات التي يتم توصيلُها، وتسجيلُ القِصَص. لقد بنى البشرُ مُجتمعًا حول هذه الطرق من التواصل، وشكلوا روابطَ بينهم، مما زادَ من فُرصِهِم في البقاء على قيد الحياة.
الفكرة من كتاب الإنسان العاقل
يتناولُ كتاب “الإنسانُ العاقل” النقاطَ الرئيسية لتطورنا، ويستكشفُ النقاطَ الإيجابيةَ والسلبية لهذه التطورات؛ حيث يعيدُ المؤلفُ “يوفال نوح هراري”، كتابةَ تاريخِ الإنسان، مُنتقلًا بين حقائقَ مذهلةً مثلِ تطورِ الاتصالاتِ، والثورةِ المعرفيةِ، والثورةِ الزراعيةِ، والثورةِ العلمية.
مؤلف كتاب الإنسان العاقل
يعمل يوفال نوح هراري أستاذًا في الجامعة العبرية في القدس، وهو متخصص في التاريخ العالمي، كتاباته تتناول و تفحص مواضيع مهمة كالإرادة الحرة، الوعي والذكاء.