اللياقة الروحية
اللياقة الروحية
“يُحبهم ويحبُّونه”.. أن تستشعر جلال وجمال تلك المنزلة، منزلة أن يقول عنك الله (عز وجل) إنه يحبك وإنك تحبه، هكذا هي اللياقة الروحية؛ أن تسمو روحك حتى تبلغ تلك المكانة، وتحصيلها لا يتم بخطوات ثابتة أو مقادير معينة للحصول على نتيجة أكيدة، وإنما هي مسيرة حياة الإنسان وجهاده وتعثره ونهوضه واستمراره في السعي إلى الله (عز وجل) حتى يلقاه وهو ما سماه القرآن “تزكية النفس”.
ومما يساعد على تزكية النفس والوصول إلى تلك اللياقة الروحية: الإخلاص الذي هو أساس كل عمل، فيروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) إنه قال لصحابته في غزوة: “إن بالمدينة لرجالًا ما سرتم سيرًا ولا قطعتم واديًا إلا شركوكم في الأجر، حبسهم المرض”، وهذا من تمام إخلاصهم لله (عز وجل) وصدق النوايا، فكتب الله لهم أجرهم كاملًا دون قيامهم بنفس العمل، وأيضًا الانتهاء عن معاصي الجوارح ومعاصي القلوب، كالكبر والحقد وسوء الظن، فإن لها وحشة يجدها المؤمن في قلبه وتكون حائلًا بينه وبين إقباله على ربه، والتطوع في العبادات بعد إتمام الفرائض، وتحري قبول العبادة كما نتحرى أداءها، وتلاوة القرآن الكريم مع التدبُّر والتفكُّر في آياته والانفعال الصادق بها، وأن يستشعر المؤمن أن الآيات تتنزَّل عليه وتخاطبه هو نفسه، ومداومة الذكر ويعنى به حضور القلب باستمرار ومنه الدعاء.
ومن أكثر الأمور أهمية أن يحرص المؤمن على التوبة، فـ”كل ابن آدم خطَّاء وخير الخطائين التوابون”، وأيضًا خشية الله فيطير المؤمن لربه على جناح من الخوف وجناح من الرجاء، وخشونة العيش والزهد في الدنيا ومعرفة قدرها من الآخرة.
الفكرة من كتاب اللياقات الست.. دروس في فن الحياة
يقدم المؤلف أفكاره عن الحياة بجوانبها كلها الروحية والنفسية والعقلية، وأيضًا الاجتماعية والصحية والمالية ليحقِّق الإنسان التوازن في حياته ويستشعر متعة المسير فيها ويصبح أكثر قدرة على النمو والعطاء، وينطلق الكاتب في أفكاره من مرجعيته الإسلامية، مركزًا على فئة الشباب الراغب في رفعة شأنه وشأن أمته.
مؤلف كتاب اللياقات الست.. دروس في فن الحياة
أحمد البراء الأميري: كاتب وشاعر سوري الجنسية، ولد عام 1944، درس الشريعة وأدب اللغة الإنجليزية، وحاصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، درَّس اللغة العربية لغير الناطقين بها، كما درَّس الثقافة الإسلامية وعلوم القرآن بجامعة الملك سعود، مستشار المكتب العربي لدول الخليج، وعضو رابطة الأدب الإسلامي.
له العديد من الكتب والمؤلفات في فنون الفكر والثقافة الإسلامية منها: “أيها الأصدقاء تعالوا نختلف” و”أريد أن أعيش أكثر من حياة” و”فن التفكير” و”كيف ننتفع بالقرآن الكريم”.