نعمة الوقت
نعمة الوقت
من المهم قبل البَدء أن نعلم أنه لن يستقيم لنا مما نسعى إليه شيء ما لم نملك وقتنا ونحسن التصرف فيه، وقد أقسم الله (عز وجل) في كثير من الآيات بالزمن “والعصر، والفجر..” بيانًا وتنبيهًا لأهميته إذ هو محل عمل الإنسان وبه يمنُّ الله على عباده، وفي القرآن تأنيب لمن ضيعوا أعمارهم دونما إيمان صالح مصحوب بعمل، فيقول الله: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ﴾.
وقد امتلأت السنة النبوية بأحاديث عظيمة ومهيبة بهذا الشأن فيقول (صلى الله عليه وسلم): “لا تزلُّ قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه” الحديث، فيسأل مرة عن العمر جملة، ثم يخصُّ الشباب، إذ هو ربيع العمر يجتمع فيه القوة وحضور الذهن والصحة، ويقول (صلى الله عليه وسلم) أيضًا: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ”، فهم كمن يبيع سلعة غالية قيمة ببخس التراب.
يقول عبد الله بن مسعود: “ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي”، وفي السلف الصالح من كانوا مثالًا لعلو الهمة وحفظ الأوقات فيُروى عن الإمام المحدث ابن سلمة البصري تلميذه: “لو قيل لحماد بن سلمة إنك تموت غدًا ما قدر أن يزيد في العمل شيئًا”.
الفكرة من كتاب اللياقات الست.. دروس في فن الحياة
يقدم المؤلف أفكاره عن الحياة بجوانبها كلها الروحية والنفسية والعقلية، وأيضًا الاجتماعية والصحية والمالية ليحقِّق الإنسان التوازن في حياته ويستشعر متعة المسير فيها ويصبح أكثر قدرة على النمو والعطاء، وينطلق الكاتب في أفكاره من مرجعيته الإسلامية، مركزًا على فئة الشباب الراغب في رفعة شأنه وشأن أمته.
مؤلف كتاب اللياقات الست.. دروس في فن الحياة
أحمد البراء الأميري: كاتب وشاعر سوري الجنسية، ولد عام 1944، درس الشريعة وأدب اللغة الإنجليزية، وحاصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، درَّس اللغة العربية لغير الناطقين بها، كما درَّس الثقافة الإسلامية وعلوم القرآن بجامعة الملك سعود، مستشار المكتب العربي لدول الخليج، وعضو رابطة الأدب الإسلامي.
له العديد من الكتب والمؤلفات في فنون الفكر والثقافة الإسلامية منها: “أيها الأصدقاء تعالوا نختلف” و”أريد أن أعيش أكثر من حياة” و”فن التفكير” و”كيف ننتفع بالقرآن الكريم”.