القيادة والتأثير
القيادة والتأثير
يمنح عصرنا مركزية للإنسان أكثر من العصور الأخرى، وهو عصر القيادة والإبداع، مما يجعل الأسرة راغبة في تنشئة من يؤثر في أهل زمانه، وعنده مهارات القيادة، وإن كانت كلمة القائد توحي بالتسلُّط قديمًا فهي تشير اليوم إلى من يرعى الآخرين ويثير فيهم الحماسة للعمل.
وهنالك سمات عديدة ننشئ الطفل عليها ليكون شخصية قيادية، منها المبادرة، وننمِّيها بالقدوة الحسنة والتشجيع وكثرة الفرص، ثم الثقة بالنفس التي تنعكس على ثقة الآخرين به، كذلك القدرة على تحمل المسؤولية والتي يُدرِّب عليها بمهام مختلفة، وأيضًا مهارات العمل ضمن فريق مع تأكيد حسن الاستماع لأعضاء الفريق وفهم خلفياتهم الاجتماعية والفكرية، وفهم طبيعة العمل والمحافظة على أسراره، واستشارة أفراد المجموعة في كل جزء من جزئياته.
وكي يعدو الطفل قائدًا فعليه أن يكون متحدثًا لبِقًا ومقنعًا بالتدريب منذ الصغر، وأن يحرص على متابعة ما يتخذ من قرارات، وأن يتعلم مهارات الإقناع مثل اختيار التوقيت المناسب لطرح أفكاره، وأن يكون مقتنعًا بما يقول كي يؤثر فيمن يحدث، وأن يُنشأ على الحوار منذ الصغر، لا على الجدال والإلحاح بوجهة النظر، ولنتذكَّر أن المهم هو الوصول إلى أفضل الأفكار بصرف النظر عمن صاحبه.
الفكرة من كتاب ابن زمانه.. التربية من أجل المستقبل
هذا الكتاب واحدٌ من سلسلة “التربية الرشيدة” للمؤلف، يحاول فيه استشراف المستقبل، ويؤكد ضرورة إعداد الأطفال له ليكونوا أبناء زمانهم، ويؤكد أهمية غرس الإيمان العميق فيهم، في بيئة تربوية طيبة ثرية، مع العناية بفكرهم وأخلاقهم أيضًا، ودفعهم إلى المبادرة والقيادة والتأثير في غيرهم، وتشجيعهم على النجاح والتفوق في مختلف نواحي الحياة، ويوضح الكاتب مقاصده من خلال العديد من الحكايات والأمثلة الحياتية التي يرويها، فإن بناء جيل صالح ناجح ومشارك في الإصلاح يقتضي تربية رشيدة واعية.
مؤلف كتاب ابن زمانه.. التربية من أجل المستقبل
عبد الكريم بكار، واحد من المؤلفين البارزين في قضايا التربية والفكر الإسلامي. حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وعلى الماجستير والدكتوراه من قسم أصول اللغة بالكلية نفسها بجامعة الأزهر، وكان عنوان رسالة الدكتوراه: “الأصوات واللهجات في قراءة الكسائي”، وقاد مسيرة أكاديمية عمرها 26 عامًا بالتدريس في جامعات مختلفة، ثم استقال في 2002 ليتفرَّغ للتأليف والعمل الدعوي.
له الكثير من المحاضرات، وشارك في العديد من المجلات والصحف العربية، وألَّف أكثر من أربعين كاتبًا، منها أكاديمي متخصِّص مثل: “الصفوة من القواعد الإعرابية”، و”ابن عباس مؤسس علوم العربية”، ومنها تربوي وفكري مثل: “تأسيس عقلية الطفل”، و”العيش في الزمان الصعب”، و”ثقافة العمل الخيري”، و”نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي”، و”تشكيل عقلية إسلامية معاصرة”، و”القراءة المثمرة: مفاهيم وآليات”، و”حول التربية والتعليم”، و”المتحدث الجيد”.