السعادة عند الراشدين
السعادة عند الراشدين
إن السعادة التي نتوق إليها هي حالة وجدانية ترتبط عادةً بفردوس الطفولة المفقود، وهو أن نتمتَّع بسلطة لا حدود لها وبحق مطلق كما نشعر أننا خالدون، لكن سعادة الراشدين ليست كذلك، ففي الحقيقة لا يستطيع الأشخاص الذين لم يصلوا بعد إلى مرحلة النضوج صقل أرواحهم ونفوسهم، ومن ثَم يظلون عرضة للتعاسة، فسعادة الراشدية تتطلَّب واقعية وتبادلية وتقبُّل حقيقة أننا مخلوقات فانية، السعادة في تنمية الصفح والتسامح والصبر والكرم.
فالخطوة الأولى نحو التطوُّر الروحي تتمثَّل في النضج، ففي النضج لا نتوق إلى مجرد سعادة عابرة، بل إلى شعور بسكينة داخلية دائمة تبعث البهجة، وفي هذه الحالة نكون قد أحكمنا الجمع بين النفس والروح، فتجمع النفس عبر الحب، وتجمع الروح عبر الإيمان، ثم يتسامى كل شيء ليبلغ ذروته في محبة الله والإيمان به.
فالسبيل إلى جمع النفس هو الحُب، وحُب الآخرين هو البذرة الأولى في جمع النفس، لذلك كان من الضروري ضبط علاقتنا، ومعرفة حقيقة موضعها، ومعرفة الآخرين معرفةً تجعلنا نراهم بعينٍ صادقة، فليس هناك ما يُسمى أشخاصًا أخيارًا أو أشرارًا، بل هناك خير وشر يأتي بهما الأفراد فحسب، فلا يمكن الالتفات إلى الخير وإغفال الشر على ساحة الحياة، فالأمور ليست بيضاء أبدًا أو سوداء تمامًا، بل إنها بيضاء-سوداء، فنحنُ نستطيع رؤية الجمال جمالًا فقط لوجود القبح، فالجمع بين الأمرين ضروري، ولا يمكن الاقتصار على جانب واحد فحسب.
الفكرة من كتاب سكينة الروح: صفاء العيش في حلو الأيام ومرها
ماذا نعني بكلمة “سعادة”، وكيف يمكننا الاستمرار محافظين على التوازن النفسي؟ إن مضمون هذا الكتاب هو انعكاس لمعارف وحكمة جماعية، يُحاول الدكتور كرسو خلالها الكشف عن تفاصيل خفيَّة تُكوِّن الأسس التي تقوم عليها سكينة الروح، ويُعتبر هذا الكتاب محاولة للوصول إلى عيش ملؤه السعادة الحقيقية حتى نحقِّق ما نصبو إليه، عيش تسود فيه سكينة تبعث فينا البهجة، من خلاله نستطيع إدخال بُعد روحي إلى حياتنا اليومية حتى نتمكَّن من المسير في هذه الحياة.
مؤلف كتاب سكينة الروح: صفاء العيش في حلو الأيام ومرها
ت. بيرم كرسو T. Byram Karasu: طبيب ومعالج نفسي ومؤلف ومُحاضر، وهو أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي وعلوم السلوك في معهد ألبرت آينشتاين للطب، وهو رئيس قسم الأطباء النفسيين في مركز مونتيفيور الطبي، ويشغل الآن رئيس تحرير في المجلة الأمريكية للعلاج النفسي.
حاز الدكتور كرسو جوائز عديدة، بما فيها جائزة التوصية الرئاسية من الجمعية الأمريكية للطب النفسي، ترأَّس لجنة الجمعية الأمريكية للطب النفسي الخاصة بالعلاج النفسي، وقام بإعداد تقرير رائد بيَّن فيه أسلوب العلاج الخاص بكل نوع من أنواع الاضطرابات النفسية. ومن مؤلفاته: “خرق روحي”، وهو كتاب يضم عددًا من القصائد، و”روح السعادة: اكتشاف قصد الله لحياتك”، و”سجلات جوثام: ثقافة الاعتلال الاجتماعي”، وغيرها.