الصحة العقلية للطفل
الصحة العقلية للطفل
للأسف صحَّة الأطفال العقلية في أزمة حقيقية، ولكن دائمًا هناك فرصة لمحاولة إصلاح أي خلل يحدث في السنوات الأولى بعد أن يكبر الطفل، فليس هناك أي ضمانات على أن طفولة محرومة شنيعة ستُؤدي بالطفل إلى مشكلات عقلية لاحقة، أو أن طفولة مثالية كفيلة بحماية الشخص من الجنون، ومع ذلك هناك أمور يمكن القيام بها لكي تمنح الأطفال أكبر فرصة لتقليل حجم المشكلات الصحَّة العقلية المحتملة.
وأحد أهم المؤشرات على الصحة العقلية هي الرابطة القوية بين الأهل والأطفال، فالبشر اجتماعيون بالفطرة، ويسارعون دائمًا إلى تكوين رابطة مع الغير، ولا تعتمد هذه الروابط على الالتصاق الجسدي، أو القدرة على الكلام فقط، بل تنشأ الروابط والعلاقات من الأخذ والعطاء الحادث في العلاقة، فينشأ التأثير المتبادل بين الطرفين، وأهم رابطة في الحياة هي بين الطفل والأهل، فمبدئيًّا أصوات الطفل، وإيماءاته، وصرخاته القهرية هي أشكال يسعى الطفل بها إلى التواصل مع أهله.
وإذا طُلب من الطفل أن يصمت، فهذه رسالة إليه بأن طلبه للتواصل مرفوض، ومع مرور الوقت يشعر هو نفسه بالرفض، لذا من الأفضل تجاوب الأهل مع إيماءات الطفل، وتعابير وجهه، فتقوى الرابطة القائمة بينهم، ومن ثم يتلاشى هذا التواصل الجسدي، لتحلَّ محله الكلمات، وإذا كان الأبوان مشغولين بهواتفهما مثلًا، فإن ذلك مُقلق بالنسبة إلى الأطفال، حيث يُحرمون من الاهتمام الذي يحتاجون إليه، وتُخلق فجوة في داخلهم أيضًا، وهذا عامل قوي في تحويل هؤلاء الأطفال إلى مدمنين فيما بعد، لملء هذا الفراغ، فالأطفال بحاجة ماسة إلى التواصل، لتنشيط عقولهم، فلا أحد ينمو ويتطوَّر في العزلة.
ومن أهم الأشياء المتعلقة بالتربية هي النوم، والطريقة المُثلى للتعامل هنا تتمثل في التعاطف من خلال الاستلقاء بالقرب من الطفل، ومرافقته حتى ينام، فيربط الطفل بين النوم والشعور بالحب والأمان، لذا يُنصح الأهل بالنوم مع الأطفال، وهذا سيقلل من فترات استيقاظهم.
الفكرة من كتاب الكتاب الذي تتمنَّى لو قرأه أبواك
لو كان الناس نباتات لكانت العلاقة بمنزلة التربة، فالعلاقة تدعم وتغذِّي وتساعد على النمو، أو تقف عائقًا في طريقه، وإذا لم تكن علاقة الطفل بوالديه صحية، فسيفقد الطفل إذن إحساسه بالأمان، فتُقدم الكاتبة هنا صورة كاملة عن مكونات العلاقة الصحية بين الطفل ووالديه، ويساعد هذا الكتاب الوالدين على فهم كيف تؤثر نشأتهم في تربية أطفالهم، وكيفية تقبُّل الأخطاء، والتخلُّص من العادات السيئة، والتعامل مع مشاعر الأطفال، ويوضح أيضًا عوائق التواصل الجيد، والطرائق الممكنة لتعزيز هذا التواصل.
مؤلف كتاب الكتاب الذي تتمنَّى لو قرأه أبواك
فيليبا بيري Philippa Perry: وُلِدَت في نوفمبر 1957 في المملكة المُتحدة، وهي مُعالجة نفسية، وكاتبة، ولها عمود في مجلة Psychologies.
لها العديد من المؤلفات، منها:
How to stay sane.
Begal Tues days: Memoirs.