بداية التأسيس
بداية التأسيس
يعتقد الكثير من الأزواج أن بإمكانهم التعامل مع أطفالهم كأنهم أشياء، يتفاعلون معها بكفاءة كافية لضبطها وإصلاحها، ويرجع ذلك إلى مشاغل الأهل، ومتطلبات الحياة، والطرائق التي تعلموها من أهاليهم في التعامل مع الأطفال، لكن إذا لم يتم التعامل مع الطفل بصفته شخصًا، والتعامل مع مشاعره بدلًا من التماهي معها، سوف يصبح هذا الطفل فيما بعد مراهقًا لا يتجاوب مع أي حديث مع والديه، لذا فترة الحمل هي الوقت المناسب لتأمُّل الوالدين في شكل العلاقة المستقبلية التي يريدان اتباعها مع طفلهما، والنظر إليه بصفته شخصًا ستربطه معهما علاقة طويلة الأمد.
وعندما تُصبح الزوجة أمًّا تتساقط عليها النصائح، ماذا تأكل، وماذا تشرب، وما يتم تجنُّبه عمومًا، وتختلف هذه النصائح تبعًا للثقافة والزمن، ويمكن لهذا العدد الهائل من النصائح أن يزرع في الأم الانطباع بوجود حمل مثالي، ومن ثم ضرورة العمل على تنشئة طفل مثالي، وطريقة التفكير هذه تحول الأطفال إلى منتجات بدلًا من أشخاص يمكن تكوين روابط حقيقية معهم، ويمكن أن تخلق شعورًا زائفًا بالسيطرة على الحمل، والحقيقة أنه من المستحيل أن يخلو الحمل من المخاطر، فالحمل في حد ذاته مخاطرة، وهذا لا يُشجِّع على تجاهل النصائح الطبية والمفيدة، ولكن يدفع إلى التفكير في المشاعر التي تثيرها هذه النصائح، والعمل على تحويل المشاعر السلبية إلى إيجابية، فالمزاج الجيد يترك أثره في الطفل، والعكس صحيح.
تتمنَّى جميع النساء ولادة يسيرة وهادئة، ومع أن هذا الحدث يشكِّل أهمية كبيرة في حياتهن، فإن الأشياء لا تسير كما هو مُخطَّط لها، فربما فكرت الأم في نوع الولادة التي تريدها، ولا تتوافق ولادة الطفل بالفعل مع الخطة، لكن التخطيط يُقرب من طريقة الولادة المرغوب فيها، وتجربة الولادة في حد ذاتها هائلة، لذا من الضروري التحدث عنها في معظم الأوقات، وكل ما تحتاج إليه الأم هنا هو شخص يستمع إليها، ويتفهَّم مشاعرها، لكي تتمكَّن هي أيضًا من تقبلها، وإذا لم يتم التحدث عن هذه المشاعر فسوف تتضخَّم، وتصعب معالجتها، والحاجة إلى الدعم العاطفي ليست مقتصرة على الأمهات فقط، فالآباء يحتاجون إليه أيضًا.
الفكرة من كتاب الكتاب الذي تتمنَّى لو قرأه أبواك
لو كان الناس نباتات لكانت العلاقة بمنزلة التربة، فالعلاقة تدعم وتغذِّي وتساعد على النمو، أو تقف عائقًا في طريقه، وإذا لم تكن علاقة الطفل بوالديه صحية، فسيفقد الطفل إذن إحساسه بالأمان، فتُقدم الكاتبة هنا صورة كاملة عن مكونات العلاقة الصحية بين الطفل ووالديه، ويساعد هذا الكتاب الوالدين على فهم كيف تؤثر نشأتهم في تربية أطفالهم، وكيفية تقبُّل الأخطاء، والتخلُّص من العادات السيئة، والتعامل مع مشاعر الأطفال، ويوضح أيضًا عوائق التواصل الجيد، والطرائق الممكنة لتعزيز هذا التواصل.
مؤلف كتاب الكتاب الذي تتمنَّى لو قرأه أبواك
فيليبا بيري Philippa Perry: وُلِدَت في نوفمبر 1957 في المملكة المُتحدة، وهي مُعالجة نفسية، وكاتبة، ولها عمود في مجلة Psychologies.
لها العديد من المؤلفات، منها:
How to stay sane.
Begal Tues days: Memoirs.