بيئة الطفل
بيئة الطفل
تتكوَّن بيئة الطفل من الوالدين، والدائرة الصغيرة المُحيطة به؛ أي إخوته، وأجداده، وجليسته، وأصدقائه الحميميين، لذلك يستمدُّ الطفل شعوره حول ذاته، والطريقة التي يتفاعل بها مع الآخرين من أفراد بيئته، فتترك تلك العلاقات أثرًا كبيرًا في نمو شخصية الطفل، وصحته العقلية، بالإضافة إلى تأثير نظام المدرسة في الطفل، وصداقاته الخاصة، والثقافة التي حوله، لذا من الأفضل للوالدين النظر في هذا النظام كله، وتحويله إلى بيئة أفضل لهما ولأطفالهما، وليس من الضروري أبدًا أن تكون تلك البيئة مثالية.
ولا يهم شكل العائلة الظاهري سواء كانت تقليدية من أب وأم معًا، أو غير تقليدية، حيث يعيش الأبوان منفصلين، بقدر أهمية الحفاظ على عدم تحويل الحياة العائلية إلى ساحة معركة، فيعاني الأطفال القلق العاطفي، فيصبحون قلقين على سلامتهم، وأمنهم، ويمنعهم هذا من توجيه انتباههم إلى العالم الخارجي، ويتأثَّر نموهم المعرفي والعاطفي، ويَصعب على الوالدين رؤية الألم الذي يعايشه أطفالهما، ويكون من الصعب التدقيق في الطريقة التي تسهم فيها أفعالهما في حدوث هذا الألم.
وربما قد يشعر الأبوان أن سلوكهما مبرَّرٌ، أو أنهما عاجزان عن تغيير هذا السلوك، وربما يصيب أحدهما القلق والإرهاق بسبب التفكير في الطريقة التي يتفاعل بها مع شريكه وأطفاله، لكن إذا كان الشريكان منفصلين، فمن الأفضل تحدُّث كل طرف عن الآخر باحترام أمام الطفل لأن الإشارة إلى أحد الوالدين بأنه “سيئ” ستجعل هذا الوصف في دائرة الضوء، وينظر إلى نفسه بصفته “سيئًا” أيضًا، ويتمزَّق الطفل بين توزيع ولائه بين أبويه.
وبالطبع يرغب الآباء في أن تكون حياة أطفالهم خالية من الألم والقلق، وألا يعانوا بسبب سوء أحد والديهم، أو بسبب انتشار النزاعات في علاقة والديهم، ولكن من المستحيل حمايتهم كليًّا، لأن الحياة لا تخلو من الخسارة والقلق، لكن يمكن أن يخفِّف الولدان من ألم أطفالهما، بأن يكونا بجوارهم عندما يشعرون به، ويكونا متفتحين، ومُتقبلين لما يظهره أطفالهما، وما يشعرون به.
الفكرة من كتاب الكتاب الذي تتمنَّى لو قرأه أبواك
لو كان الناس نباتات لكانت العلاقة بمنزلة التربة، فالعلاقة تدعم وتغذِّي وتساعد على النمو، أو تقف عائقًا في طريقه، وإذا لم تكن علاقة الطفل بوالديه صحية، فسيفقد الطفل إذن إحساسه بالأمان، فتُقدم الكاتبة هنا صورة كاملة عن مكونات العلاقة الصحية بين الطفل ووالديه، ويساعد هذا الكتاب الوالدين على فهم كيف تؤثر نشأتهم في تربية أطفالهم، وكيفية تقبُّل الأخطاء، والتخلُّص من العادات السيئة، والتعامل مع مشاعر الأطفال، ويوضح أيضًا عوائق التواصل الجيد، والطرائق الممكنة لتعزيز هذا التواصل.
مؤلف كتاب الكتاب الذي تتمنَّى لو قرأه أبواك
فيليبا بيري Philippa Perry: وُلِدَت في نوفمبر 1957 في المملكة المُتحدة، وهي مُعالجة نفسية، وكاتبة، ولها عمود في مجلة Psychologies.
لها العديد من المؤلفات، منها:
How to stay sane.
Begal Tues days: Memoirs.