فخ الألفاظ
فخ الألفاظ
كل ما يدور بداخلنا من أفكار ومشاعر سيظل حبيس أذهاننا ما لم نفصح عنه، كيف تخبر الآخرين أنك تبحث عن كلبك المفقود؟ إن مجرد تخيل التعبير عن ذلك برسم صورة للكلب أو الإشارة إلى الحيوان الذي يهز ذيله ويسير على أربع لهو أمر شاق، لذلك قديمًا استُعملت الألفاظ للتعبير عن الأفكار والمشاعر وللدلالة على المُراد، ولكن ثمة مشكلة تواجهنا بخصوص هذه الألفاظ، حيث نجد ألفاظًا كثيرة يدل الواحد منها على عدة أشياء ومعانٍ؛ فكلمة (يد) مثلًا لا تستطيع أن تغامر بحصرها في معنى واحد إذا جاءت منفردة هكذا، فقد تدل على الجزء العضوي المعروف من الجسم وقد تدل على القوة، وعلى المساعدة أو المعاونة، وإنك لتعجب إذا طالعت المعاجم اللغوية المطوَّلة من معانٍ لم تكن لتخطر ببالك لألفاظ تعرفها.
إننا نحتاج إلى هذه الألفاظ في تفكيرنا المنطقي، فما التفكير المنطقي إلا نوع من المحادثة نقوم بها مع أنفسنا، وما الألفاظ إلا لبنات التفكير المنطقي، ويتحدَّد معنى كل لفظ من خلال سياقه والألفاظ المرافقة له؛ أو بما يرافقه من حركات التعبير الجسدية والانفعالية، ولكن لسوء الحظ قد لا يكفي السياق لتحديد المعنى المراد بالضبط؛ فمثلًا هذه الجملة: “إن هذين الشخصين متساويان” قد تشير إلى التساوي بينهما في القوة العقلية أو في الوسامة أو في القوة، ويمكن أن تشير إلى أنهما متساويان في الطول أو الحجم أو الوزن، أو في الحقوق، ومن أشد الألفاظ التي تتعب الإنسان هي الألفاظ الدالة على أشياء غير ملموسة ويشترك فيها أكثر من معنى؛ كألفاظ الديمقراطية والحرية والأمانة، وغيرها.
نوع آخر من الألفاظ التي قد تضلِّلنا هي الألفاظ المبهمة، وتعني الصفات غير المحددة بدرجة معينة كـ(ثقيل) و(ناصع)، لذلك تحتاج إلى اتفاق عام على مقدار الدرجة لئلا يقع الخلاف، وهناك نوع ثالث هو الألفاظ المصبوغة بصبغة انفعالية تتضمَّن مشاعر سارة أو غير سارة، كالإشارة إلى مرشح بأنه سياسي مرة وأخرى بأنه حزبي؛ الأولى إيجابية والثانية سلبية تعني أنه نفعي.
الفكرة من كتاب الطريق إلى التفكير المنطقي
يعد هذا الكتاب دليلًا مُرشدًا للتفكير السليم دون الدخول في متاهات علم النفس أو علم المنطق، ويقدم للقارئ مدخلًا لفهم التفكير ومكوناته وطرق الحصول على الحقائق، مستعرضًا أهم وأبرز أخطاء التفكير والمغالطات المنطقية الأكثر شيوعًا التي يمكن أن نقع فيها أو تلك التي يستخدمها الآخرون للتأثير فينا.
مؤلف كتاب الطريق إلى التفكير المنطقي
ويليام شانر William Shanner: كاتب، ولد عام 1915م، وعمل ضمن مديري معاهد البحث العلمي بأوكلاهوما، ونُشِر له هذا الكتاب، وله كتاب آخر هو “القدرات العقلية الأولية والإنجاز الأكاديمي” نُشر بين عامي 1944 و1947.