سلوك الطفل المريض
سلوك الطفل المريض
هناك مؤشرات تدلُّ على أن المرحلة التي يمر بها الطفل خطرة وتحتاج إلى العلاج، وهذه المؤشرات تتمثل في سلوكه، ولكن يجب التمييز بين الغضب والعناد وحب المشاجرة في مرحلة الطفولة المبكرة لأنه يعد طبيعيًّا، وبين الغضب في السنوات اللاحقة؛ فسرعة الغضب وتغير المزاج وسرعة رد الفعل الانفعالي بعد سن الخامسة تكون بسبب معاناة فعلية يعانيها الطفل ولا يقدر على البوح بها ولا يفهمها، وهي ناتجة عن عجزه عن التكيف، أما أسباب الغضب قبل الخامسة فقد تكون طبيعية وناتجة عن عدم فهم الطفل لطبيعة التصرفات المحيطة به فيلجأ إلى الصراخ ونوبات البكاء، وعندما لا يعبر الطفل عن حالات غضبه وحزنه ويبدأ في الانعزال والانطوائية، وتصيبه حالة من رفض الحياة أو أحد أمراض الأعصاب مثل الهروب من الحقيقة والتقوقع حول النفس واللجوء إلى أحلام اليقظة للهروب من الواقع، وقد يكون التمرد والرفض صحيّين أكثر من الكبت، كما أن الإفراط في التدليل قد يكون سببًا سيئًا لحدوث كل هذا، والتفكك الأسري قد يُشعر الطفل بالتوتر والخوف ثم الكبت.
ومن العلامات السيئة أيضًا على المرض النفسي هي التخريب والفوضى، وقد تكون لسبب منطقي مثل نمو الطفل وعدم وجود مساحة لإخراج طاقته، أو وجود فرط إفراز لبعض الهرمونات من الغدة الدرقية التي تجعله متوترًا وكثير الحركة، أو قد ينشأ من التدليل الخاطئ أو ينشأ من اضطراب نفسي نتيجة شعوره بالظلم ورغبته في الانتقام ورد اعتبار نفسه، أو قد يكذب الطفل كثيرًا أو يسرق إما لعدم فهمه لمصطلح الملكية وإما لمشكلة نفسية، وقد يعاني الخوف المرضي وفقدان الثقة بنفسه والخجل الشديد الذي يمنع التحصيل الدراسي والتواصل مع الناس.
الفكرة من كتاب الأمراض النفسية والعقلية والاضطرابات السلوكية عند الأطفال
كل ما نعطيه للأطفال من تربية واهتمام أو إهمال وعنف هو بذرة نزرعها في تربة الزمن، وقد يأتي الحصادُ طيبًا مختلفًا ألوانه، وترى الثمرات التي زرعتها ناضجة، أو يأتي خبيثًا سامًّا، يؤذيك ويؤذي نفسه ويؤذي كل من يقترب منه.
والأسرة هي التربة الأولى لنمو الطفل ولتربية طفل سوي خالٍ من العقد والمشكلات النفسية، فيجب الاهتمام بفترة طفولته والمشكلات التي يتعرض لها، وفي هذا الكتاب يحاول المؤلفان عرض المشكلات النفسية والعقلية التي يتعرض لها الأطفال سواء كانت بسبب أحداث يمر بها الأطفال أو معاملة سيئة، أو بسبب اضطراب هرموني أو نفسي لأنه بمعرفة المشكلة نكون وصلنا إلى أولى طرق الحل من أجل تربية سوية وحياة صحية للأطفال.
مؤلف كتاب الأمراض النفسية والعقلية والاضطرابات السلوكية عند الأطفال
الدكتور عبد المجيد الخليدي هو الأمين العام المساعد السابق للأطباء النفسيين العرب سابقًا وعضو الرابطة الدولية لأمراض الصرع، وهو المؤسس الأول للطب النفسي في اليمن، توفي في مايو 2018 وما زال مركزه للطب النفسي مفتوحًا لمساعدة الناس.
الدكتور كمال حسن وهبي هو باحث وأستاذ جامعي في مجال الطب النفسي.