الآثار الناتجة عن العقوبات البدنية
الآثار الناتجة عن العقوبات البدنية
العقاب في التربية يأتي لتحقيق مقاصد معيَّنة بهدف التقويم والتأديب والكفِّ عن المواقف السلبية، وهذا بشروط يجب مراعاتها، وهناك بعض الأساليب الخاطئة للعقاب البدني التي لا يتبع فيها المربي حدود التأديب، مثل العقوبة القائمة على العصا والعنف، والتي تساعد على خلق جو سلبي مليء بالقسوة والحقد بين الكبار والصغار، ويشعرهم بأنهم أسرى في عالمهم، وتقيم حاجزًا بينهم يعوق التفاهم والمحبة، وكل الوسائل التي يُراد بها التهذيب وتُلقي في نفس الطفل الخوف لا تؤدي إلا إلى قتل الهمم بدلًا من تنشيطها!
فالوسيلة العقابية تقويمية -وهذا هو المتفق عليه تربويًّا- وإذا لم تحقِّق هذا المطلوب، فيجب على المربي العدول عنها إلى وسيلة أخرى من وسائل العقاب لأن التربية القائمة على هذا الأسلوب لا تثمر، ومن أضرار هذه العقوبات الضرر الجسمي، فربما تتحوَّل العقوبة إلى تنفيس عن الغضب وانتقام فيزيد المربي عدد الضربات وشدَّتها، وربما وقعت على وجه أو رأس وأضرَّت بهما، كما أن لها من الضرر العقلي على الأبناء ومهاراتهم العقلية والإبداعية، حيث إن النمو العقلي السليم لا يتم إلا في جو من الحرية والحب والتفاهم، ما يقلِّل من تفاعلهم مع العلم والتعلُّم.
ومن الناحية الاجتماعية تنعكس تلك العقوبات سلبًا على علاقات الطفل بالآخرين، فضلًا عن الشعور بالحرمان العاطفي والعزلة الاجتماعية، ومن الناحية الاقتصادية فالضرر والخسائر كبيرة على مستوى الأسرة والمجتمع بسبب فشل التربية التي تقوم على العنف، وربما خلَّف هذا العنف اضطرابات نفسية وسلوكية تصل أحيانًا إلى الجرائم التي تضر بالمجتمع لا بالأسرة فقط.
الفكرة من كتاب كيف نؤدِّب أبناءنا بغير ضرب؟
يميل بعض الآباء إلى استخدام الضرب في تربية أطفالهم بهدف تعليمهم كيفية التصرُّف السليم اعتقادًا منهم بأنَّ الضرب أداة مفيدة وفعَّالة لتحقيق ذلك، لكن يُعدُّ استخدام الضرب وسيلةً غير فعَّالة، بل إنه قد يعرِّض الطفل للعديد من الأخطار والآثار السلبية!
يسلِّط هذا الكتاب الضوء على نظرية الجزاء التربوي من وجهة النظر الدينية والتربوية، وتطبيقاتها في حقلَي الثواب والعقاب التربويين لتدعيم العملية التربوية من أجل مساعدة الآباء والأمهات والمعلمين على تكوين أجيال واعية، بعيدًا عن العنف والشعور بالرهاب الأسري والاجتماعي والمدرسي، ويتناول مسألة ضرب الأبناء وتأديبهم، ويوضح لنا كيف نؤدِّب أبناءنا بغير ضرب، وما التأديب في الفقه الإسلامي وما ضوابط العقاب والثواب، وكيف نختار العقوبة المناسبة للأبناء، وأثر الضرب والعقاب البدني والمعنوي فيهم.
مؤلف كتاب كيف نؤدِّب أبناءنا بغير ضرب؟
محمد نبيل كاظم: كاتب سوري الجنسية، حصل على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة البنجاب عام 1984م، ونال إجازة في الشريعة من جامعة دمشق، عمل خمسًا وثلاثين سنة في مجال التدريس.
له العديد من الكتب في النجاح الذاتي والأسري، من أبرز أعماله سلسلة التفكير الناجح، ومنها:
كيف تغير نفسك بنجاح؟
كيف نحبِّب المدرسة لأبنائنا؟
كيف نتعامل مع مراهقة أبنائنا؟
كيف ندرِّب أبناءنا على حرية التعبير؟