حكم التأديب في الإسلام وشروطه
حكم التأديب في الإسلام وشروطه
لم يُروَ عن رسول الله ﷺ أنه استعمل الضرب في التأديب مطلقًَا، فعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: “ما ضرب بيده خادمًا قط، ولا امرأً، ولا ضرب بيده شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله”، وهو خير معلم وخير قدوة، أما المذاهب الفقهية الأربعة فقد أجازت الضرب بشروط وضوابط أخلاقية وسلوكية وبيئية، ولم تعطِ الحق فيه للجميع.
فالإسلام يعطي الحق في تأديب الأولاد الصغار، الذين هم دون البلوغ للأب والأم، وللمعلم سواء كان مدرسًا أم معلِّم صنعة أو حرفة، ويعطيه للجد الوصي تأديب من تحت ولايته، هؤلاء يعطيهم حق التأديب وقيده بشروط، أهمها أن يكون الضرب مفرَّقًا وغير مبرِّح، ويكون بين الضربتين زمنٌ يخفُّ به الألم، وألا يضرب المربِّي وهو غضبان خشية عدم السيطرة على غضبه، وكذلك نُهيَ عن الضرب إذا ذكَر الطفل الله تعالى؛ لقوله ﷺ: “إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فارفعوا أيديكم”، أي امتنِعوا عن ضربه تعظيمًا لذكر الله تعالى، وهذا إذا كان الضرب لتأديب الطفل والخادم.
وأما إذا كان الضرب حدًّا للخادم فلا، وكذلك البعد عن الضرب على الوجه لقوله ﷺ: “إذا ضرب أحدكم فليتقِ الوجه”، وهذا لأن الوجه من أشرف الأعضاء، ولما فيه من خطر لبعض الأجزاء فيه، كذلك لا يُضرَب الطفل قبل العاشرة، ولا يكون التأديب إلا بعد فشل تطبيق النُّصح والوَعظ معه، وبعد تكرار المخالفة والإصرار عليها، ويشترط في الضرب أن يكون بغرض التأديب وليس الانتقام، كما لا يصح الجمع بين عقوبتين على مخالفة واحدة، كأن يعاقب الأب والمعلم على الخطأ نفسه، فهذا يخرج العقوبة عن حد التأديب.
الفكرة من كتاب كيف نؤدِّب أبناءنا بغير ضرب؟
يميل بعض الآباء إلى استخدام الضرب في تربية أطفالهم بهدف تعليمهم كيفية التصرُّف السليم اعتقادًا منهم بأنَّ الضرب أداة مفيدة وفعَّالة لتحقيق ذلك، لكن يُعدُّ استخدام الضرب وسيلةً غير فعَّالة، بل إنه قد يعرِّض الطفل للعديد من الأخطار والآثار السلبية!
يسلِّط هذا الكتاب الضوء على نظرية الجزاء التربوي من وجهة النظر الدينية والتربوية، وتطبيقاتها في حقلَي الثواب والعقاب التربويين لتدعيم العملية التربوية من أجل مساعدة الآباء والأمهات والمعلمين على تكوين أجيال واعية، بعيدًا عن العنف والشعور بالرهاب الأسري والاجتماعي والمدرسي، ويتناول مسألة ضرب الأبناء وتأديبهم، ويوضح لنا كيف نؤدِّب أبناءنا بغير ضرب، وما التأديب في الفقه الإسلامي وما ضوابط العقاب والثواب، وكيف نختار العقوبة المناسبة للأبناء، وأثر الضرب والعقاب البدني والمعنوي فيهم.
مؤلف كتاب كيف نؤدِّب أبناءنا بغير ضرب؟
محمد نبيل كاظم: كاتب سوري الجنسية، حصل على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة البنجاب عام 1984م، ونال إجازة في الشريعة من جامعة دمشق، عمل خمسًا وثلاثين سنة في مجال التدريس.
له العديد من الكتب في النجاح الذاتي والأسري، من أبرز أعماله سلسلة التفكير الناجح، ومنها:
كيف تغير نفسك بنجاح؟
كيف نحبِّب المدرسة لأبنائنا؟
كيف نتعامل مع مراهقة أبنائنا؟
كيف ندرِّب أبناءنا على حرية التعبير؟