مبادئ حفظ العناصر في الذاكرة
مبادئ حفظ العناصر في الذاكرة
يبدو أن العقل البشري مهيَّأ على نحوٍ جيدٍ لاستيعاب القصص وتذكُّرها، لدرجة أن علماء النفس يشيرون إليها أحيانًا على أنها مميَّزة من الناحية النفسية، بمعنى أنها تُعامَل في الذاكرة معاملةً مختلفةً عن أنواع المواد الأخرى، فهي تعتمد على أربعة مبادئ تؤدي في الذاكرة دورًا مهمًّا، المبدأ الأوَّل: السببية، التي تشير إلى أن كل الأحداث مرتبطة بعضها ببعضٍ على نحوٍ سببي، والمبدأ الثاني: الصراع، ففي أي قصة هناك بطل يسعى وراء هدف، ويكافح من أجل الوصول إلى هدفه، المبدأ الثالث: التعقيدات وهي المشكلات الفرعية التي تعرض الهدف الأساسي، أما المبدأ الرابع: الشخصيات حيث تُنسَج القصة الجيدة حول شخصياتٍ قويةٍ ومثيرة.
فالقصص وسيلة جيِّدة في التعليم، وذلك لحالة التشويق التي تعمل على عمل استنتاجات يُحب العقل ممارستها، ويمكن توظيفها في عملية التدريس، وذلك بأن تُنظِّمْ دروسَك بالطريقة التي تُنظم بها القصة، باستخدام مبادئ القصة الأربعة، ولا يعني هذا أنه يجب عليك التحدُّث معظم الوقت، وذلك عن طريق توظيف بنية القصة على الطريقة التي تُنظَّم بها المواد التي تشجِّع تلاميذك على التفكير فيها، وليس على الطرق التي تستخدمها لتدريس المواد التعليمية.
فالمادة التي نبتغي أن يتعلَّمها التلاميذ هي فعليًّا إجابة لأحد الأسئلة، وتكاد تكون الإجابة في حد ذاتها غير ممتعة على الإطلاق، لكن إذا عرفت السؤال، فربما تبدو الإجابة ممتعة على نحو كبير! ولكن هناك بعض الدروس قد لا تستطيع تنظيمها كقصَّة لأنها بلا معنى، كتعلُّم المفردات في كلٍّ من اللغة الأم واللغات الأجنبية، فربما يكون من المناسب حِفْظها باستخدام مساعدات التذكُّر، وهي بعض الطرق التي تعين على حفظ الأشياء بلا معنى، ومن تلك الطُّرق طريقة الاختصار أو طريقة الربط أو طريقة الحرف الأوَّل من كل كلمة.
الفكرة من كتاب لماذا لا يحب التلاميذ المدرسة؟
كم مرَّة في طفولتك شعرت أنك غير سعيد في أثناء ذَهابك للمدرسة؟ كم مرة شعرت أن المدرسة لا تُوظف قدراتك على نحو صحيح؟ هذه المشاعر بلا شك قد مررنا بها خلال طفولتنا، لكن لماذا إذًا يشعر الأطفال تجاه المدارس بهذه المشاعر؟ وما الذي يُفرِّق المُدرس الجيِّد من غيره؟ ولماذا يجلس الطفل أمام فيلم الكارتون ساعتين، لكنَّه لا يطيق الجلوس للاستماع إلى درس لا يتجاوز نصف ساعة؟
في هذا الكتاب يسعى مؤلفه إلى مساعدة المعلمين على تحسين ممارستهم عن طريق موضوعات متنوِّعة من أجل الوصول إلى معرفة كيفية عمل عقول التلاميذ، وكيف يستخدم المعلم هذه المعرفة ليكون معلِّمًا أفضل؟
مؤلف كتاب لماذا لا يحب التلاميذ المدرسة؟
دانيال تي ويلينجهام Daniel T. Willingham: كاتب وطبيب نفسي، وُلد عام 1961، حصل على الدكتوراه في علم النفس المعرفي من جامعة هارفارد، وهو حاليًّا أستاذ علم النفس بجامعة فيرجينيا، انصبَّت أبحاثُه على الأساس الدماغي للتعلُّم والتذكُّر، واليوم تخصَّصت أبحاثه بتطبيق علم النفس المعرفي على تعليم الأطفال، يَكتُب دانيال عمودًا بعنوان «اسأل العالِم المعرفي» في مجلة «أمريكان إديوكيتور»، وفي عام 2017 عُين عضوًا في المجلس الوطني لعلوم التربية.
له العديد من الكتب والمؤلفات، منها:
الإدراك.
عقل القراءة.
متى يمكنُ الوثوقُ بالخبراء؟
تربية الأطفال الذين يقرأون.