آليات عملية التفكير
آليات عملية التفكير
إن النموذج المُبسَّط للعقل يتكوَّن من ثلاثة أشياء: البيئة المحيطة والذاكرة العاملة والذاكرة طويلة المدى، فالبيئة تشمل كل شيء نراه ونسمعه ونشعر به، والذاكرة العاملة هي الجزء من العقل الذي يعي به الإنسان ما حوله، أما الذاكرة طويلة المدى فهي المخزن الكبير الذي نحتفظ فيه بمعرفتنا بالحقائق عن العالم، وهي منطقة خارج الوعي، تظهر حين نحتاج إليها، وعندئذٍ تدخل إلى الذاكرة العاملة، وهكذا تصبح واعيًا بها، فعلى سبيل المثال: إذا سألتُك عن لون الدب القطبي فسوف تجيب في الحال أنه أبيض.
كانت هذه المعلومة ترقد ساكنة في الذاكرة طويلة المدى منذ ثلاثين ثانية، ولم تصبح واعيًا بها إلا حين طرحت السؤال، الأمر الذي يترتَّب عليه انتقالها من الذاكرة طويلة المدى إلى الذاكرة العاملة.
كما أن الذاكرة طويلة المدى لا تحتوي الحقائق فحسب مثل لون الدب القطبي، بل تحتوي أيضًا “المعرفة الإجرائية” المتمثِّلة في الإجراءات العقلية اللازمة لتنفيذ المهام، فالتفكيرُ هو الربط بين المعلومات في الذاكرة العاملة، والمعرفة الإجرائية هي معرفة قائمة بالأشياء التي ستربطها معًا ومعرفة التوقيت المناسب لذلك، إنها الآلية لإتمام نوعٍ معيَّن من التفكير أو الربط دون غيره.
وبهذا يحدث التفكير عندما تربط المعلومات من البيئة والذاكرة طويلة المدى بآليات مُحدَّدة، ويحدث هذا الربط في الذاكرة العاملة، ولذا يعتمد التفكير الناجح على أربعة عوامل: معلومات من البيئة، وحقائق في الذاكرة طويلة المدى، وإجراءات في الذاكرة طويلة المدى، ومقدار المساحة المتاحة في الذاكرة العاملة.
الفكرة من كتاب لماذا لا يحب التلاميذ المدرسة؟
كم مرَّة في طفولتك شعرت أنك غير سعيد في أثناء ذَهابك للمدرسة؟ كم مرة شعرت أن المدرسة لا تُوظف قدراتك على نحو صحيح؟ هذه المشاعر بلا شك قد مررنا بها خلال طفولتنا، لكن لماذا إذًا يشعر الأطفال تجاه المدارس بهذه المشاعر؟ وما الذي يُفرِّق المُدرس الجيِّد من غيره؟ ولماذا يجلس الطفل أمام فيلم الكارتون ساعتين، لكنَّه لا يطيق الجلوس للاستماع إلى درس لا يتجاوز نصف ساعة؟
في هذا الكتاب يسعى مؤلفه إلى مساعدة المعلمين على تحسين ممارستهم عن طريق موضوعات متنوِّعة من أجل الوصول إلى معرفة كيفية عمل عقول التلاميذ، وكيف يستخدم المعلم هذه المعرفة ليكون معلِّمًا أفضل؟
مؤلف كتاب لماذا لا يحب التلاميذ المدرسة؟
دانيال تي ويلينجهام Daniel T. Willingham: كاتب وطبيب نفسي، وُلد عام 1961، حصل على الدكتوراه في علم النفس المعرفي من جامعة هارفارد، وهو حاليًّا أستاذ علم النفس بجامعة فيرجينيا، انصبَّت أبحاثُه على الأساس الدماغي للتعلُّم والتذكُّر، واليوم تخصَّصت أبحاثه بتطبيق علم النفس المعرفي على تعليم الأطفال، يَكتُب دانيال عمودًا بعنوان «اسأل العالِم المعرفي» في مجلة «أمريكان إديوكيتور»، وفي عام 2017 عُين عضوًا في المجلس الوطني لعلوم التربية.
له العديد من الكتب والمؤلفات، منها:
الإدراك.
عقل القراءة.
متى يمكنُ الوثوقُ بالخبراء؟
تربية الأطفال الذين يقرأون.