إهمال التربية الإيمانية المبكِّرة والنفسية
إهمال التربية الإيمانية المبكِّرة والنفسية
من الأسباب المساهِمة في فساد الأبناء: إهمال التربية الإيمانية وعدم غرس معاني العقيدة ومحو كل شبهات الاعتقاد من تفكيرهم، وفي هذا العصر تعد تلك التربية حماية للأمة كلها، حيث يواجه الأبناء أعداء كثيرين ومؤامرات عبر وسائل الإعلام والأعمال الدرامية التي شغلت الأذهان بكل شيء إلا قضية التوحيد والهدف الأكبر من الوجود، ومن الضروري أن تكون تلك التربية مبكرة، حتى تصبح المناعة قوية ضد أي شبهات، وتلك التربية تبدأ في سن مبكرة جدًّا عما يمكن تصوُّره، حيث يشغل اهتمام الوالدين فقط النمو الجسدي، فينتظر حتى يتعدَّى الطفل الثانية عشرة من عمره، وهذه خسارة كبيرة لأن نفسية الطفل وشخصيته تتشكَّل في السنوات الخمس الأولى.
ويعدُّ البناء النفسي والعاطفي من أكثر الأمور أهمية وحساسية في حياة الأبناء، لأن العاطفة تحتل مساحة كبيرة في نفس الطفل، وإذا نجَحَت كان إنسانًا سويًّا، وإذا حدث العكس، تشكَّلت لديه عقد لا تُحمد عقباها، وعلى الرغم من ذلك، فأكثر ما يفتقده الأبوان في التربية الجانب النفسي، مما ينفِّر الأولاد من الالتزام بالشرع الذي يظنُّه “أوامر والده فقط”.
ويكون التشجيع محورًا مهمًّا في البناء النفسي، فهو كالوقود للسيارة، لا يسير الطفل إلا به، فيعطيه حافزًا على إخراج أفضل ما لديه من طاقات، من خلال تهذيب الوالدين إياه وتخليقه بالخلق الحسن، كما أن مسؤوليتهما أن يحقِّقا في نفسه الإشباع العاطفي، وتعد أيضًا الحاجة إلى الأمن من أهم الحاجات النفسية للابن، والخلافات الزوجية أمام الأبناء من الأسباب الرئيسة لضياع هذا الأمان وزيادة القلق والاضطراب عند الأبناء، وسوف يؤدِّي ذلك إلى محاولة الولد للهروب من جو البيت وملازمة رفاق السوء، وأيضًا كرهًا للالتزام بسبب الصورة السلبية التي كان عليها الأبوان بالتجرُّد من الشرع في أثناء الخلافات، أو بسبب تعاطف الولد مع طرف ضد آخر، ولا يوجد أزواج بلا خلاف، لكنَّ هناك فنونًا لإدارة تلك الخلافات الزوجية حتى لا تتحطَّم نفسيات الأبناء.
الفكرة من كتاب أبناء الملتزمين
مع بداية انتشار الوعي، وعزم جيل الصحوة على الزواج، ظنَّ الجميع أنهم سيخرجون جيلًا ينصر الأمة الإسلامية، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وأخرجوا جيلًا غير متوقع، إلا من رحم الله، ومن هنا يتحدث الكاتب عن بعض الأخطاء التربوية التي يقع فيها الملتزمون عندما يظنُّون أنهم هكذا يربون أبناءهم على الالتزام، ويصحِّح بعض الخبرات التربوية الخاطئة، ويشرح الفرق بين الهداية الفطرية والإرشادية والتوفيقية، وكيفية تقويم السلوكيات وزرع أرض تربوية أساسها المحبة بين الوالدين والأبناء.
مؤلف كتاب أبناء الملتزمين
عبد الرحمن ضاحي: كاتب صحفي ومدوِّن مصري، مهتم بقضايا التربية وكيف نربي النشء تربية صحيحة.
له العديد من المؤلفات والكتب منها:
– إنسان صح.
– حلم البراءة: مالكوم إكس عطاؤه الفكري ومنهجه الإصلاحي.