ومن هنا يأتي السؤال!
ومن هنا يأتي السؤال!
ما مصدر هذا الداء الذي وُجِد في صفوف الملتزمين؟ ولماذا لم يخرج من أصلابهم الجيل المنتظر؟ ومن السبب وراء خروج هذه الأمثلة من الأبناء؟
بدايةً من الضروري توضيح بعض التعريفات والنقاط المهمة لمحاولة الوصول إلى إجابات لتلك الأسئلة، والتربية من أهم تلك التعريفات، فهي مجموعة المعلومات والخبرات المستعان بها في طرق تهذيب الأبناء، وتنشئتهم على الصلاح والتعامل مع مشكلاتهم وأخطائهم.
والتربية أيضًا عملية معقَّدة جدًّا تحتاج إلى قدرٍ من المعرفة والحكمة والاتزان الانفعالي لدى المربي، إضافةً إلى قدر من الخبرة والممارسة العملية، وتربية الأبناء فرض وليست سنة أو عملًا مستحبًّا، بل هو أمرٌ من الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾، وتوضِّح هذه الآية أمر الله تعالى لعباده بوقاية النفس والأهل من النار، وذلك لا يكون إلا بالتربية الصالحة، لذا يعد المفرِّط في تربية أولاده آثمًا، وهم أيضًا أمانة في رقبة الوالدين، والجميع مأمور بحفظ الأمانات وعدم خيانتها، وقد قال (عز وجل): ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
وللهداية ثلاثة أنواع، أولها الهداية الفطرية، وهي التي فطر الله الناس عليها، حيث أعطى الله كل شيء صورته المختلفة عن غيره، ولكلِّ عضو شكله وهيئته وهدايته التي تليق به، فهدى الرِّجلين للمشي، واللسان للكلام، وأيضًا هدى الزوجين من كل حيوان إلى الازدواج والتناسل وتربية الولد، وهدى الولد إلى الرضاعة عند وضعه، والنوع الثاني هداية الإرشاد والدلالة، وهي الجهد المبذول من النبيين والمرسلين مع قومهم، وأيضًا الجهد المبذول من الآباء والمربِّين مع الأبناء، وإن اختار الإنسان بعد كل ذلك طريق الهداية يهديه الله تعالى إلى النوع الثالث، وهو الهداية التوفيقية، وهي مستوى أعلى من الهداية لأنها من الله للمصطفين من عباده، وأخيرًا من الضروري إدراك أن من الأبناء من يرزق هداية التوفيق على الرغم من رداءة الجهد التربوي المبذول لرعايته، وهناك العكس، وفي هذه الحالة يتم اللجوء إلى الله والتضرُّع إليه بالدعاء ومراجعة أسلوب الإرشاد.
الفكرة من كتاب أبناء الملتزمين
مع بداية انتشار الوعي، وعزم جيل الصحوة على الزواج، ظنَّ الجميع أنهم سيخرجون جيلًا ينصر الأمة الإسلامية، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وأخرجوا جيلًا غير متوقع، إلا من رحم الله، ومن هنا يتحدث الكاتب عن بعض الأخطاء التربوية التي يقع فيها الملتزمون عندما يظنُّون أنهم هكذا يربون أبناءهم على الالتزام، ويصحِّح بعض الخبرات التربوية الخاطئة، ويشرح الفرق بين الهداية الفطرية والإرشادية والتوفيقية، وكيفية تقويم السلوكيات وزرع أرض تربوية أساسها المحبة بين الوالدين والأبناء.
مؤلف كتاب أبناء الملتزمين
عبد الرحمن ضاحي: كاتب صحفي ومدوِّن مصري، مهتم بقضايا التربية وكيف نربي النشء تربية صحيحة.
له العديد من المؤلفات والكتب منها:
– إنسان صح.
– حلم البراءة: مالكوم إكس عطاؤه الفكري ومنهجه الإصلاحي.