أوهام مستشرق بريطاني

لا تتوقف محاولات النيل من الإسلام وأهله وبخاصة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) عند قريش ومشركي مكة، فقد أورد المؤلف أطروحة للمستشرق البريطاني (مونتجومري وات) تتعرض لدوافع الهجرة إلى الحبشة بعدد من الاحتمالات أجاب عنها الكاتب، إذ يرفض (وات) دوافع الهجرة إلى الحبشة التي تذكرها مصادر السيرة والمتوافقة مع السياق التاريخي، ويطرح بدلًا منها دوافع أربعة محتملة: أولها رغبة النبي الكريم في الحصول على مساعدة عسكرية من الحبشة للسيطرة على مكة، وثانيها الرغبة في تحويل الحبشة إلى قاعدة عسكرية لمهاجمة مكة!

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ولو صحَّ الفرض الأول فكان يكفي إرسال بعثة من شخص أو أكثر لعرض الموضوع ثم الرجوع وليس الإقامة والهجرة، وأما الثاني فلا وجود له إلا في خيال (وات)، إذ لم يكن ليقبل إمبراطور الحبشة أن تتحوَّل بلاده إلى مركز لمهاجمة تجارة المكيين مما يعرِّض بلاده للخطر، ويقول المؤلف عن فرضية (وات) الثالثة بأن الرسول كان يتطلَّع إلى التوصُّل إلى طريق تجاري بديل أنه “قول لا سند له من تاريخ أو منطق” باعتبار محدودية إمكانات المسلمين في ذلك الوقت وعدم لزوم إقامة المهاجرين مع أزواجهم وأولادهم بأرض الحبشة، بل “كانت تكفي بعثة محدودة العدد تبلغ رسالتها ثم ترجع”.

وأما الفرض الرابع والأخير، والذي عده (وات) أكثر الدوافع قبولًا، وهو وجود خلافات حادة في الرأي بين مجموعتين من المسلمين، اعتبره المؤلف أكثر الدوافع تهافتًا وأشدها إمعانًا في الخيال، فلا المصادر أشارت إلى وجود خلافات بين المسلمين السابقين الأولين فضلًا عن انقسامهم إلى مجموعتين، ولا يمكن تصوُّر أنهم سمحوا لأنفسهم أن يتمزَّقوا في وقت كانت قريش تتربَّص بهم وتهدد حياتهم ومأمنهم في معركة حياة أو موت! فما كانوا ليعينوا المشركين على أنفسهم، فلا يبقى إذن من تفسير مقبول لدوافع الهجرة إلى الحبشة إلا ما تقدِّمه المصادر الموثوقة بسياقها التاريخي المنطقي.

ساد الظلام العالم، وتهيَّأت الأرض لاستقبال عطايا السماء والمنحة الإلهية بمنهج رباني ينير للبشرية كافة طريقها ويطمس الجاهلية، ولما كان الأمر عسيرًا على البشرية أن تتغيَّر في يوم وليلة، مرَّ التغيير بمحطات كبرى وصعوبات.

يقدِّم هذا الكتاب السيرة النبوية المطهرة، مستعرضًا أهم مسارات وسُبل الدعوة الإسلامية وما واجهها من صعاب في كل مراحلها، منذ أن كان العالم مظلمًا يسوده الجهل بالله وبالتوحيد الحق إلى أن أشرقت الأرض بنور ربها واستقرت الرسالة الإلهية وكُتب لها الخلود.

عبد الرحمن أحمد سالم: مؤلف وأستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة بكلية دار العلوم، تخرج في جامعة القاهرة عام 1967 وكُلِّف معيدًا بالقسم نفسه، وحصل على درجة الماجستير عام 1974 في موضوع “التاريخ السياسي للمعتزلة حتى نهاية القرن الثالث الهجري”، ثم أوفد في بعثة دراسية إلى إنجلترا عام 1976 وحصل على الدكتوراه من جامعة برمنجهام عام 1983.

نُشر له: “المسلمون والروم في عصر النبوة”، ويتناول العلاقات الإسلامية البيزنطية ودوافع وأسباب الصراع بين الكيان الإسلامي الوليد والمملكة البيزنطية، وكتاب “الفكر السياسي الإسلامي: قراءة عصرية”، ويناقش إمكانية ترجمة الفكر السياسي في الإسلام إلى نُظم سياسية ومدى صلاحيته.